يبدو أن قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون تحولت كلها إلى إقطاعيات خاصة لرؤساها وقياداتها يتصرفون فيها وفقا لسياسات (العزب والتكايا ) وكأنهم ورثوها عن أبائهم وليست ملكية عامة وتخصص لها المليارات من الجنيهات سنويا من موازنة الدولة والتى يجب أن تخصص لصالح المواطن الغلبان وتقديم خدمات له بدلاً من تخصيصها للكبار والمحاسيب يتصرفون فيها كيفما يحلو لهم وسط صمت غريب ومريب من كل الأجهزة الرقابية والرسمية التى تعلم – أؤكد تعلم – بوجود كم لا حصر لها من صور وصنوف الفساد فى كل هذه القطاعات . اليوم أتحدث عن إحدى هذه (التكايا – جمع تكية ) وهى قطاع القنوات الإقليمية الذى يديره هانى جعفر و يضم القنوات من الثالثة وحتى الثامنة . هذا القطاع الذى فشلت معظم قنواته فى تحقيق رسالته الإعلامية التى انشىء من أجلها بسبب تخبط رئيس وقيادات القطاع وتفرغه لتصفية الحسابات الشخصية مع رؤساء القنوات . ويكفى أن أشير إلى بعض الوقائع التى تكشف صدق هذا الكلام , ومن بينها قيام جعفر بتعيين طارق عبدالحميد والذى كان يشغل منصب مدير عام المكتبات فى منصب نائب رئيس القطاع نكاية فى محمد العمرى رئيس القناة الثالثة لمنعه من التصعيد لهذا المنصب خوفاً من ان تكون البداية للإطاحة بجعفر نفسه من رئاسة القطاع . ( للعلم ووفقا لما أكدته لنا بعض المصادر فإن هذه الواقعة تعد الأولى من نوعها التى يعين فيه نائب رئيس للقطاع منذ إنشائه من غير رؤساء القنوات ) . أما فى القناة السابعة فقد رفض جعفر بصفته (ناظر العزبة ) الإستجابة لمطالب الغالبية العظمى من العاملين بها والتى تطالب بإقالة رئيسها احمد حمادة ( الذى تم تعيينه فى عهد الوزير الإخوانى الهارب صلاح عبدالمقصود ) والذى قام ومجاملة للإخوان بعمل ضم للقناة السابعة مع قناة مصر 25 الإخوانية يوم 30 يونيو 2013 لكى يظهر أن الشوارع (فاضية ) وأن ما يقال عن وجود ثورة لا أساس له من الصحة وإستمر هذا الوضع حتى الثالث من يوليو وهو اليوم الذى قام فيه العاملون بالقناة بمنع حمادة من مغادرة مكتبه وتم إذاعة وقائع الثورة من داخل ميدان التحرير, والمفاجأة أنه لم تمض سوى ساعات على نجاح ثورة 30 يونيو حتى قام أحمد حمادة بتغيير نغمة (الكول تون ) الخاصة على تليفونه المحمول إلى الأغنية الشهيرة (تسلم الأيادى ) والتى تعد بمثابة النشيد الرسمى ل 30 يونيو ( ملحوظة ..أنتظر رداً من رئيس القناة السابعة على هذه الوقائع والمعلومات - - إذا أراد - لأن الهدف إظهار الحقيقة للرأى العام ) . وبمناسبة الكلام عن سياسة (العزبة ) أسأل عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والقائم بأعمال وزير الإعلام عن الإجراءات التى قام بإتخاذها فى المذكرة التى قدمها اليه محمد هلال رئيس القناة السادسة منذ أسابيع والتى تضمنت قيام هانى جعفر بتهديده صراحة عقب رفض هلال لخطة جعفر بإذاعة برنامج (صباح المحروسة ) الذى تقدمه القناة الثالة يومياً على كل القنوات الإقليمية , وهى الخطة التى كانت تستهدف تحويل كبار المذيعيين والمخرجين فى تلك القنوات إلى مجرد (كومبارس ) للمحظوظين من زملائهم فى القناة الثالثة التابعين لنفس العزبة – عفوا القطاع - , حيث قال جعفر لهلال : (المرة دى خصمت لك 1000 جنيه ودى قرصة ودن ..المرة الجاية بالدم ) .. فماذا ينتظر الأمير للتحقيق فى هذه الواقعة ؟ وهل ينتظر أن تكون هناك دماء بالفعل حتى يتحرك و يقوم بإتخاذ اللازم بشأنها ؟ أم أنها سيقوم بحماية جعفر بصفته صديقه وزميل دفعته فى كلية الإعلام جامعة القاهرة والتى تخرجا منها عام 1985 , ولهذا فإن الكثيرين يؤكدون أنه سيتم التجديد لجعفر فى رئاسة القطاع عقب إنتهاء مدته الحالية فى شهر فبراير الحالى ..وهو الأمر الذى سنكشف أسراره وكواليسه وخفايا تدخلات كبار المسئولين فى الدولة من أجل بقاء هانى جعفر فى رئاسة قطاع الإقليميات .