"علاقاتنا مع اسرائيل لن تنقطع"، كان هذا ما تعهد به ياسر رضا السفير المصري بتل أبيب خلال مقابلة مع إيلي يشاي وزير الداخلية الإسرائيلية جرت الخميس، مقللا من الدعوات المطالبة بتعديل معاهدة السلام المبرمة بين الجانبين منذ عام 1979، بوصفها بأنها "أصوات قليلة وضعيفة". وجاء ذلك غداة تعرض منزل القنل المصري بإيلات للرشق بالحجارة، ردًا على تظاهرات المصريين أمام مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة للمطالبة بطرد السفير والتي قام خلالها الشاب أحمد الشحات بنزع العلم الإسرائيلي من فوق مبنى السفارة ووضع العلم المصري مكانه. وقال موقع "كيكر هشابات" الإخباري الاسرائيلي، إن المقابلة جرت بناء على طلب السفير المصري، ودعا خلالها الوزير الإسرائيلي القاهرة إلى القيام بخطوة حقيقية في طريق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والسعي لإطلاق سراح جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي المحتجز بقطاع غزة منذ يونيو 2006. من جانبه، أكد رضا أنه جاء ليطلب من يشاي العمل معا من أجل التقدم في عملية السلام ، موضحا أن اللقاء يثبت تقديره واحترامه لوزير الداخلية الإسرائيلي، وأهمية استمرار العلاقات بين مصر وإسرائيل وهي العلاقات التي ترتبط بعملية السلام مع الفلسطينيين واصفا اياه بالعنصر الأهم وفقا للرأي العام الشعبي بمصر. ورأى أن "لا يوجد سبب للقلق الإسرائيلي حول تعديل اتفاقية السلام" بين مصر وإسرائيل، واصفا الأصوات الداعية في مصر إلى تعديل الاتفاقية بأنها أصوات "قليلة وضعيفة"، موضحا أن المصريين يعلقون آمالا كبيرة على حزب "شاس"، الذي يتزعمه يشاي ويشارك في الائتلاف الحاكم إسرائيل فيما يتعلق بعملية السلام. من جانب آخر، ووجه السفير المصري التهنئة للوزير الإسرائيلي على حفل زفاف ابنته مؤخرا متمنيا له حظا سعيدا. وأكد يشاي للسفير المصري موقف الحاخام عوفدياهو يوسف الأب الروحي لحزب "شاس" بشكل خاص للعلاقات مع مصر في المرحلة الجديدة والحفاظ على اتفاقية كامب ديفيد. يأتي ذلك في الوقت الذي ألقى فيه شاب إسرائيلي الحجارة على منزل أحمد عزب القنصل المصري بإيلات في جنوب إسرائيل، ردا على قيام آلاف المصريين بالتظاهر أمام مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة للمطالبة بطرد السفير، والتي قام خلالها الشاب أحمد الشحات بنزع العلم الإسرائيلي من فوق مبنى السفارة ووضع العلم المصري مكانه. وقالت القناة الثانية الإسرائيلية وصحيفة "يديعوت أحرونوت" الخميس، إنه وفي رد على إحراق العلم الإسرائيلي وإنزاله من فوق السفارة الإسرائيلية بمصر قرر شاب من شمال إسرائيل الانتقام، حيث وصل إلى منزل القنصل المصري في إيلات وبدأ في إلقاء الحجارة على منزله. وأضافتا إن الشاب الإسرائيلي كان غاضبا من المشاهد الواردة من مصر، خاصة مع قيام المتظاهرين بحرق العلم الإسرائيلي، والمظاهرات الضخمة الداعية لطرد السفير الإسرائيلي، ومن ثم اتخذ القرار بالانتقام على طريقته. وزعمتا أن الشاب كان ثملاً ومخمورًا خلال إلقائه الحجارة على منزل القنصل المصري، والذي كان في نفس الوقت موجودًا مع بعض معارفة ويقوم بتدخين الشيشة على سطح بيته. وأشارتا إلى أنه عندما لاحظ ما حدث قام بتسجيل رقم اللوحة الخاصة بالسيارة التي استقلها الشاب وقام بإبلاغ الشرطة بها. ويواجه الشاب الإسرائيلي عقوبة السجن 12 عاما بعد تقديم مذكرة اتهام ضد تتهمه بالمس بالعلاقات الخارجية لدولة إسرائيل، وهي جريمة عقوبتها السجن 7 سنوات، والمس بعلم دولة صديقة وعقوبتها 3 سنوات، وإلقاء الحجارة ومحاولة التسبب في أضرار وعقوبتها عام أو عامان. وقالت محامية المتهم، إن الشاب كانت تحت تأثير الكحول خلال إلقائه الحجارة ولا يحمل تاريخا جنائيا كما أنه عبر عن أسفه عما فعل، معربة عن أملها في أن يقوم القضاء الإسرائيلي بإطلاق سراحه. إلى ذلك، ذكرت الإذاعة العبرية نقلاً عن مصادر سياسية، أن السفارة الإسرائيلية بالقاهرة استأنفت نشاطاتها الاعتيادية الخميس بعد عودة السفير يتسحاق ليفانون لمصر، معربة عن ارتياحها لبناء جدار جديد في محيط السفارة بعد المظاهرات الأخيرة. وقالت المصادر إن الاتصالات مستمرة بانتظام بين القيادتين الاسرائيلية والمصرية وإن التحقيق يتواصل في الاحداث التي شهدتها مؤخرا المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل وأدت إلى مقتل خمسة جنود مصري وبعد استكمال التحقيق سيتم إطلاع مصر على نتائجه.