قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن "مصر قد فُرض عليها فرضًا أن تواجه إرهابًا في داخلها وعلى حدودها، إرهابًا مدجَّجًا بالسلاح، ومموَّلاً بأموال قذرة، تكفلت بها جهات خائنة، باعت عروبتها وإسلامها للشيطان، ولقُوى البغي والعدوان، وظنت أنها ستفلت من انتقام السماء ومن لعنة التاريخ". وأضاف في كلمته خلال الندوة التثقيفية التي أقامتها القوات المسلحة بمسرح الجلاء، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزيري الدفاع والداخلية وبابا الكنيسة القبطية وعدد من الوزراء والمسئولين والشخصيات العامة والإعلاميين، أن "الإرهاب لن يفلت دون عقاب حيث قضى الله أن تدور الدوائر على الظلم والظالمين". واستشهد بقول الله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون} [إبراهيم: 42]، وقال - عز وجل -: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} [الشعراء: 227]"، وقد جاء في الحديث الشريف: "البرَّ لا يبلي، والإثمُ لا يُنسى، والديان لا يموت، فكن كما شئت، كما تدين تدان". وتابع الطيب قائلاً: "هذا الإرهاب الأسود لا شك أنه كلفنا –نحن المصريين- وسيكلفنا الكثير من دماء أبنائنا الأبطال، وهو وإن كان ثمنًا فادحًا إلا أنه ضرورة من ضرورات البقاء، تعانيها الشعوب من كل أقطار الدنيا، وهي تدافع عن أوطانها، وتزود عن حياضها، وتؤمن البلاد والعباد". واعتبر أن هذا الإرهاب "هو سنة الله في الكون لبقاء الحياة واستمرار الوجود {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكنّ الله ذو فضل على العالمين} [البقرة: 251]، {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدَّمت صوامعُ وبيع وصلوات ومساجدُ يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} [الحج: 40]". وقال شيخ الأزهر إن "الثمن الذي ندفعه من دمائنا وأرواحنا ليس مواجهة فقط لإرهاب مسلح، بل هو في حقيقة الأمر مواجهة لحرب عاتية، تستهدف مصر والمنطقة العربية بأسرها، وتخطط لها أن تسقط في قبضة الاستعمار والهيمنة العالمية والعولمة التي تكتسح في طريقها هويات الشعوب، وثقافات الأمم، ومقومات الحضارات". وأنهى كلمته بالتأكيد على فشل المؤامرات التي تحاك على مصر بفضل قوة الشعب والجيش المصري، وأن الأزهر الشريف- بكل علمائه وطلابه وهيئاته- يقف صفًا واحدًا مع الشعب والقوات المسلحة والشرطة، في مواجهة الإرهاب.