لاقى الشاب المالي المسلم "الحسن باثيلي" - الذي أنقذ حياة رهائن خلال الاعتداء الأخير على متجر"كوشير" للأطعمة اليهودية يوم 9 يناير الجاري - استقبال الأبطال، في بلده مالي الذي توجه إليه لزيارة عائلته. وكان في استقبال باثيلي بمطار العاصمة "باماكو"؛ وفد رسمي تقدمه الرئيس المالي "ابراهيم بوبكر كيتا"، ووزير الخارجية " شيكنا كاميسوكو"، حيث قال الشاب المسلم لدى وصوله المطار: " إني مرهق ولكنني سعيد للقاء عائلتي "، فيما ذكر كاميسوكو؛ أن باثيلي تصرف بهدوء في وضع قد يودي بحياته، معرباً عن فخرهم به. ومن المنتظر أن يلتقي باثيلي؛ بالسفير الفرنسي في ماباكو "غيلز أوبيرسون"، قبل توجهه إلى مسقط رأسه بمقاطعة "كاييه" غربي مالي. وأقامت وزارة الداخلية الفرنسية؛ يوم الثلاثاء 20 كانون الثاني/ يناير الحالي؛ حفل تكريم للشاب المالي المسلم؛ لإنقاذه حياة الرهائن، في الهجوم على المتجر اليهودي بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث منحه وزير الداخلية "برنارد كازينوف"؛ الجنسية الفرنسية. يشار إلى أن الحسن باثيلي؛ ولد في يونيو 1990، بقرية "بماكو" بمقاطعة "كاييه" غربي مالي، وجاء إلى فرنسا في مارس 2006 لاحقا بوالده. وقال في وقت سابق لموقع "فرانس 24": " عشت أنا وأبي بدون والدتي؛ التي لم تستطع اللحاق بنا، وهي تعيش في مالي حتى الآن ". وأوضح أنه "بعد وصوله فرنسا؛ ظل 4 سنوات يصارع من أجل الحصول على أوراق رسمية للإقامة، وظل موضوع الحصول على الجنسية الفرنسية أهم أحلامه". التحق باثيلي بين عامي 2007 إلى 2009؛ بمدرسة ثانوية مهنية بالدائرة ال 19 في باريس، وفي هذه الفترة كان يقيم في مأوى للعمال المهاجرين في الدائرة ال17 بباريس، حيث أفاد حول هذه الفترة من حياته في تصريحات صحفية: " كنا مجموعة من الماليين، نعيش مع بعض كأسرة واحدة، بقليل من المال ". واستطاع الشاب المالي عام 2011؛ الحصول على تصريح إقامة، مما مكنه من العمل في مطعم بباريس، قبل أن ينتقل إلى مطعم "كوشير"، الذي شهد أحداث العنف، واحتجاز الرهائن، وظل يعمل به 4 سنوات. كما وصف باثيلي؛ علاقته بأصحابَ المطعم بالأسرية قائلاً: " خلال الأربع سنوات الماضية؛ لم يعلقوا أبداً علي ديني الإسلامي، وكنت أصلي في المخزن، وأشعر أنهم أسرتي الثانية". يذكر أن "باثيلي" معروف بحبه لكرة القدم، حيث يتدرب باستمرار في نادي إفريقي (بفرنسا)، وأخذ موقعه ك "ظهير أيمن"، ويثني عليه "جبريل سوماري" رئيس النادي قائلاً: "معروف بشجاعته وروحه في التحدي، كنا نتوقع منه أن يحمي الرهائن، فهو شخص محبوب يحب المواقف الصعبة".