سارعت الأحزاب السياسية خلال اليومين الماضيين على الانتهاء من تشكيل القوائم الانتخابية بها، وخاضت جولات عدة لإتمام التوحد بين الأحزاب والائتلافات السياسية للانضمام في قائمة انتخابية موحدة إلا أن تلك المحاولات فشلت كما فشلت الوساطات التي قام بها عدد من الشخصيات العامة. البداية كانت مع محاولات حزب المؤتمر في توحيد صفوف القوى السياسية وإيجاد سبيل آمن بعيدا عن قائمة الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق إلا أن تلك المحاولات فشلت مع إصرار بعض الأحزاب على خوض الانتخابات بعيدًا عن الوفد المصري. وليس الأمر ببعيد عن أحزاب التيار المدني التي تشهد حالة من التخبط السياسي بسبب رغبتها في مقاطعة الانتخابات عقب مقتل شيماء الصباغ القيادي بتحالف الشعبي الاشتراكي على يد قوات الأمن، إضافة إلى تخوفهم من إجراء الانتخابات في أجواء غير نزيهة بالمرة، وتتأهب تلك الأحزاب لعقد اجتماع خلال الأيام المقبلة لحسم مسالة المشاركة في الانتخابات من عدمه. وأما تحالف الوفد المصري الذي بات وحيدًا مع إصرار صحوة مصر والحركة الوطنية وتيار الاستقلال والمصريين الأحرار في خوض الانتخابات بعيدًا عنه تخوفا من سيطرة البدوي على القائمة الموحدة، إضافة إلى شكواهم من وجود وجوه قديمة تنتمي للوطني داخل التحالف. وعقد التحالف أكثر من 5 اجتماعات مع صحوة مصر والمؤتمر والمصريين الأحرار من أجل إقناعهم بالدخول في تحالفه وتشكيل قائمة موحدة إلا أن جميعها فشل أيضا. وفي تحالف صحوة مصر الذي يقوده عبد الجليل مصطفى وإن ظهر في حالة استقرار إلى حد ما إلا أنه يخشى من تبعات رأس المال على العملية الانتخابية والتضييق الذي يمارس ضده من بعض الأحزاب السياسية القريبة من النظام، ورفض صحوة مصر خوض الانتخابات مع الجنزورى عقب سلسلة مشاورات شعر خلالها الائتلاف بقلق شديد من ممارسات البدوي وأتباعه. وفي تحالف الجنزورى الذي مال إلى الصمت مؤخرا عقب الهجوم الذي مورس ضده واتهامه بالزج باسمه للاقتراب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يسعى التحالف إلى العمل في سرية تامة وإجراء مفاوضات مع أحزاب جديدة للانضمام إليه إلى جانب الحركة الوطنية. وقال شهاب وجيه المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، إن فشل القائمة الموحدة وعمل تحالف سياسي واحد في الانتخابات البرلمانية كان أمرا متوقعا للغاية خاصة أن فكرة التوحد مثالية بالدرجة الأولى ولا يمكن للأحزاب الحالية تطبيقها. وأشار إلى أن حزبه متمسك بقائمة الدكتور كمال الجنزوري لأنه يراها الأفضل لتوجهاته السياسية والمستقبلية، لذلك لم يشارك الحزب في أي لقاءات عقدها الوفد المصري. فيما أكد أحمد عبد الحفيظ أمين عام الحزب الناصري، أن القوى المدنية فشلت عدة مرات في عمل قائمة موحدة بالانتخابات البرلمانية المقبلة، والسبب في ذلك عدم جود نضج سياسي لدى تلك الأحزاب، إضافة إلى وجود تعصب في الرأى والتشدد للأحزاب بشكل مبالغ فيه. وأوضح أن كل محاولات عمرو موسى وكمال الجنزوري والسيد البدوي فشلت ولم يبق منها شيء وعلى جميع الأحزاب أن تستعد بمفردها لخوض الانتخابات.