أكد الرئيس السوداني عمر البشير التزام حكومة الخرطوم بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ البروتوكول المتعلق بالمناطق الثلاث (جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيى). وفى لقاء تشاورى عقده مساء اليوم مع التنظيمات والقوى السياسية، قال البشير إن الدولة صبرت كثيرًا على التجاوزات التى كانت تتم من قبل الحركة الشعبية، حرصًا على بناء الثقة مع الحركة، إلا أنها قابلت ذلك بالاستخفاف والاستفزاز أحيانًا، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التى قامت بها الحكومة من أجل تنفيذ الترتيبات الأمنية وتوفيق أوضاع مقاتلى الجيش الشعبى قطاع الشمال. ونوه البشير بالعمل الذى كانت تقوم به اللجان المشتركة بشأن تصنيف المقاتلين من حيث التأهيل والكفاءة لاستيعابهم فى القوات النظامية أو إعادة دمجهم وتسريحهم. وأكد الرئيس السوداني أن الحركة الشعبية رفضت كل هذه الترتيبات، معتبرًا ما جرى فى جنوب كردفان والنيل الأزرق أكبر دليل على ذلك. وقال البشير: كنا حريصين على أن لايتكرر ماحدث فى جنوب كردفان فى ولاية النيل الأزرق) وأن المعلومات التى وردت إلينا أكدت وجود ترتيبات لعمل مماثل فى النيل الأزرق شبيه بما جرى فى جنوب كردفان، مشيدًا بيقظة القوات المسلحة فى التصدى لهذه المؤامرة. وحضر اللقاء قيادات من أحزاب الأمة القومى والاتحاد الديمقراطى الأصل والدكتورة تابيتا بطرس القيادية بالحركة الشعبية واللواء دانيال كودى، القيادي بالحركة الشعبية، وجبهة الشرق ومجلس أحزاب الوحدة الوطنية وهيئة الأحزاب والإخوان المسلمين وجماعة أنصار السنة، وممثلون لأحزاب البعث العربي الاشتراكي بجانب ممثلين للأحزاب السياسية الأخرى في السودان. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير، أن الدولة ستحسم أي انفلات أمني أو عسكري من قبل الحركة الشعبية وقال إن الدولة حريصة على حالة السلام والاستقرار وصولًا إلى الاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى فضلا عن إيمانها بإشاعة الحريات العامة. وشدد البشير - فى اللقاء التشاورى - على مسئولية الدولة فى حماية حرمات الوطن، مشيرًا إلى الجهود التى تبذلها القوات المسلحة فى تأمين المدن الرئيسية بولاية النيل الأزرق وتمشيطها من الخارجين علي القانون وذلك حتى تعود الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه فضلا عن تأمين مشروعات البني التحتية بالنيل الأزرق لاسيما فى تعلية خزان الرصيروص. وجدد البشير التزام الدولة بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، لافتا إلى أن المشورة الشعبية فى ولاية النيل الأزرق قد قطعت شوطا مقدرا..وقد كانت نتيجتها على غير هوى والي ولاية "النيل الأزرق" المقال مالك عقار الأمر الذى قاده إلى إعاقة العملية وأشار البشير إلى رفض المجلس التشريعى بالنيل الأزرق لمسألة الحكم الذاتى. وأكد استمرار العمل لتطبيع الحياة فى ولاية النيل الأزرق من خلال توفير الاحتياجات الأساسية للمتضررين من الأحداث، مشيرا إلى النزوح المحدود الذى حدث لبعض السكان فى مدينتى الدمازين والرصيرص باتجاه ولاية سنار، وقال إن الدولة تسعى للتنسيق مع الولايات المجاورة للنيل الأزرق لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين من الأحداث.