النائب العام يحقق مع المسئولين عن فض تظاهرة «التحالف الشعبي» أمس أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتحقيق في ظروف مقتل الناشطة السياسية عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، شيماء الصباغ، السبت، بعد أعمال عنف رافقت مسيرات لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وفق ما نقلت مواقع وتقارير إعلامية، الأحد. وأفادت التقارير، أن السيسي كلف رئيس المخابرات، اللواء خالد فوزي، بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة، وذلك بالتوازي مع تحقيقات النيابة العامة، ووجه الرئيس المصري بأن تكون التحقيقات بعيدة عن تحقيقات الشرطة والأجهزة الأمنية العادية، مطالبًاً بنتائج أولية، في ظرف لا يتجاوز24 ساعة. في الأثناء، أمر المستشار هشام بركات النائب العام، مساء اليوم، بفتح تحقيقات فورية وموسعة في حادث وفاة الصباغ، وقرر استدعاء أفراد الشرطة الذين اشتركوا في فض التظاهرة التي شاركت فيها، وكانت في طريقها إلى ميدان التحرير أمس. جاء ذلك في الوقت الذي حمل فيه حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، خلال مؤتمر صحفي ظهر اليوم، أجهزة الأمن مسؤولية مقتل الصباغ، وقال "الطرف الوحيد الذي قتلها هو الأمن المتواجد في محيط المسيرة"، بينما نأت وزارة الداخلية بنفسها عن مقتل الناشطة. وقررت النيابة العامة التحفظ على دفاتر الأحوال الخاصة بقيام القوات للمأمورية, ودفتر تسليح القوات, وصولاً لأشخاص القوة وعددها ونوع الأسلحة التي استخدموها لفض المظاهرة. وكان فريق من محققي النيابة العامة قد قام في أعقاب وقوع الحادث, بإجراء معاينة مسرح الحادث بحضور خبراء مصلحة الأدلة الجنائية, ومناظرة جثمان المجني عليها, وندب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان مواضع الإصابات وأسباب الوفاة على وجه الدقة, وما إذا كانت قد حدثت جراء عيار ناري أو خرطوش من عدمه. وانتقلت النيابة إلى مستشفى الكلى بدائرة قصر النيل, للوقوف على التقرير الطبي وكيفية وصول المجني عليها للمستشفى والأشخاص القائمين بتوصيلها. وصرحت النيابة العامة بدفن جثمان الناشطة المجني عليها, في أعقاب الانتهاء من تشريح الجثمان بمعرفة الطب الشرعي, واستعجال تقرير الصفة التشريحية واستدعاء شهود العيان لسؤالهم عن معلوماتهم بشأن الواقعة وظروف إصابة المجني عليها وطلب تحريات الأمن الوطني. وتجري نيابة قصر النيل، بإشراف المستشار سمير حسن، رئيس النيابة، التحقيق مع 6متظاهرين من أعضاء حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، ومن بينهم، طلعت فهمي، شقيق الفنانة تيسير فهمي، أمين عام حزب الحزب. وكانت النيابة قررت، في وقت سابق، إخلاء سبيل 5متظاهرين ممن تم استدعاؤهم للتحقيق، بضمان محال إقامتهم. وقالت النيابة, إن بعضًا من أعضاء حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي", قد نظموا مظاهرة انطلقت من ميدان طلعت حرب صوب ميدان التحرير, وإن قوات الشرطة قامت بمواجهتهم والتصدي لهم لمنعهم من وصول ميدان التحرير, وإزاء عدم استجابة المتظاهرين, أطلقت القوات الغاز المسيل للدموع وقبضت على 6منهم لتعديهم على القوات بإطلاق الشماريخ والألعاب النارية. وأهابت النيابة العامة بكل من توافرت لديه معلومات جدية بشأن تلك الأحداث, إن يتقدم للشهادة حرصًا على مقتضيات سير العدالة. من جانبه، حمل حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، خلال مؤتمر صحفي ظهر اليوم، أجهزة الأمن مسؤولية مقتل شيماء الصباغ القيادية بالحزب، وقال "الطرف الوحيد الذي قتلها هو الأمن المتواجد في محيط المسيرة". وقال القائم بأعمال الحزب مدحت الزاهد إن أعضاء الحزب الذين نظموا المسيرة أمس اتفقوا على عدم الدخول في أي مناوشات مع الشرطة وأن يفضوا المسيرة في حال حدوث أي شد أو جذب مع قوات الأمن. وأضاف الزاهد أن "أعضاء الحزب لم يحصلوا على ترخيص من وزارة الداخلية لتنظيم المسيرة لأن المسيرة لم تكن تظاهرة ولكنها مسيرة سلمية شارك فيها عدد محدود". وأشار إلى أن أعضاء الحزب كانوا يريدون وضع إكليل من الزهور فقط وليس التظاهر ضد النظام، وقال "القاتل هو طرف واحد كان موجودا ولم يكن أحد غيره هناك .. الداخلية هي من قتلت شيماء". وكانت الصباغ لقيت حتفها عصر أمس أثناء تفريق قوات الأمن مسيرة لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي كانت متوجهة إلي ميدان التحرير لوضع أكاليل الزهور عند نصب شهداء الثورة. وقال الحزب في بيان له أمس إن الصباغ توفيت عقب إصابتها بخرطوش قوات الأمن، وإن الأمن ألقى القبض على 4من أعضاء الحزب بينهم الأمين العام للحزب طلعت فهمي. وقال الحزب في المؤتمر إن مقتل شيماء "يكشف نوايا النظام الحالي بمحاولة القضاء على الحياة السياسية"، مضيفا أن المسيرة كانت تهتف ضد الإرهاب وليس ضد الدولة. وشدد على أنه "لن يتم بعد الآن الصمت ضد تلك التجاوزات". مع ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد الفتاح عثمان مساء السبت أن تكون الشرطة قد استعملت الخرطوش لتفريق المتظاهرين. وقال "لم يستعمل أي سلاح إن كان الخرطوش أو الرصاص المطاطي. كانت المظاهرة صغيرة ولم يكن هناك أية حاجة لاستعمال مثل هذه الأسلحة. أطلقت فقط قنبلتان مسيلتان للدموع".