تسعى السلطات في مالاوي مع الشركاء الدوليين، والإقليميين من أجل حشد الموارد لمساعدة، وإنقاذ الضحايا المتضررين من جراء "كارثة" الفيضانات، التي تجتاح البلاد منذ نحو أسبوعين. وفي تصريح لوكالة الأناضول عبر الهاتف، قال "بول تشيونغوزيني"، مفوض قسم شؤون إدارة الكوارث إن "برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عزز جهود حشد الموارد، وسيتم استقدام 5 مروحيات إنقاذ على الأقل في غضون خمسة أيام". وأضاف: "سوف ترسل حكومة جنوب أفريقيا أيضا طائرات إضافية". وتابع: "نأمل أن تمكننا هذه الجهود من الوصول إلى معظم الأشخاص، الذين لا يزالون محاصرين في المناطق التي يصعب الوصول إليها". وخلال الأسبوعين الماضيين، ضربت مالاوي وموزمبيق المجاورة العاصفة الاستوائية "بانسي"، ما أدى إلى سيول كارثية عقب زيادة هطول الأمطار الموسمية في البلدين. وفي مالاوي، لقي ما لا يقل عن 176 شخصا مصرعهم، بينما ما زال 150 آخرون في عداد المفقودين في مقاطعة نسانجي أسفل نهر شاير، وتشريد أكثر من 200 ألف نازح جراء تدمير منازلهم، وفقا لمكتب نائب الرئيس. وتمكنت مروحيات وزوارق تابعة لقوات الجيش في مالاوي من إنقاذ 307، و1264 شخص على التوالي، ورغم ذلك، يعتقد أن مئات الأشخاص لا يزالون محاصرين من جراء الفيضانات في المناطق التي يصعب الوصول إليها. ودفعت الفيضانات، الأسوأ في تاريخ البلاد منذ عام 1997، الرئيس بيتر موثاريكا، لإعلان البلاد في حالة "كارثة وطنية" الأسبوع الماضي. وبحسب، تشيونغوزيني، تبرعت زامبيا بمبلغ 20 ألف دولار، و300 خيمة لضحايا الفيضانات، فيما قدمت وزارة التنمية الدولية البريطانية 3.8 مليون جنيه إسترليني (نحو 5.77 مليون دولار أمريكي) لدعم المتضررين من الفيضانات. غير أن التقديرات تشير إلى أن مالاوي تحتاج إلى 10 ملايين دولار من أجل عمليات الإنقاذ والإغاثة. في مقاطعة "زومبا"، التي تبعد حوالي 80 كلم عن العاصمة بلانتير، لم تحصل أكثر من 502 أسرة على أي مواد إغاثة. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال بينيت نكاسالا قائد شرطة المقاطعة: "منذ أن بدأت هذه الكارثة، لم نتلق شيئا، ولا حتى كوب أو غطاء من البلاستيك، والناس يتضورون جوعا". وفي غضون ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه يعمل مع الحكومة والشركاء الآخرين في المجال الإنساني، لتوصيل مخزون من المواد الغذائية إلى المناطق التي غمرتها مياه الفيضان. وقال الوكالة الأممية في بيان، إنه "تم تفعيل مجموعة إنسانية للزراعة والأمن الغذائي بقيادة الحكومة للمساعدة في تنسيق الاستجابة". وأضافت أنها تخطط لإنشاء جسر جوي لتوصيل أكثر من 100 طن متري من البسكويت عالي الطاقة من مستودع الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في دبي لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة لضحايا الفيضانات. وفي بيانها، أشارت الوكالة الأممية إلى أنها ستعطي أولوياتها لتوصيل الأطعمة الجاهزة للأكل للأشخاص الأكثر ضعفا، ولا سيما الأطفال، الذين شردوا من منازلهم وليس لديهم إمكانية الوصول إلى الطعام أو مرافق الطهي. وأظهرت أحدث توقعات الطقس أن هطول الأمطار، سوف تهدأ في منطقة جنوب مالاوي، ولكنها سوف تواصل الهطول بغزارة في الشمال والوسط، مما يسفر عن المزيد من الفيضانات وتفاقم الوضع في المناطق المتضررة بالفعل. وفي هذا الصدد قالت "إلينا كولولانغا"، رئيس خدمات الطقس العامة في قسم خدمات الأرصاد الجوية وتغير المناخ: "بشأن تنبؤاتنا لحالة الطقس، نتوقع هطول أمطار غزيرة على مناطق الشمال والوسط، التي من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من الفيضانات في المناطق المعرضة للفيضانات". وأشارت المسؤولة إلى أنه تم بالفعل إبلاغ هذه المعلومات إلى قسم شؤون إدارة الكوارث للتخطيط لها.