أعلن الثوار الليبيون امس بسط سيطرتهم بالكامل على العاصمة طرابلس وتوحدهم تحت قيادة واحدة قريبا فى إطار تشكيل جيش وطنى عقب انتهاء المرحلة الانتقالية، فيما تمكنوا من السيطرة على المنافذ الحدودية مع تونس، وسط أنباء عن هروب القذافى وأبنائه إلى الجزائر. وأعلن رئيس المجلس العسكرى فى طرابلس عبدالحكيم بلحاج فى مؤتمر صحفى مساء أمس الأول تحرير العاصمة، قائلا إن «حكم الطغيان صار خلف ظهورنا»، مضيفا أن الجهود منصبّة الآن على تطهير طرابلس من فلول كتائب القذافى التى لا تزال تبدى مقاومة فى جيوب محدودة. كم أعلن بلحاج عن عزم المجلس ضم جميع تشكيلات الثوار إلى مؤسسات الدولة المعنية بعد استتباب الامن وانتهاء المرحلة الانتقالية وتشكيل الجيش الوطنى وأجهزة الامن. وفى تصريح ل«الشروق» أوضح عضو غرفة العمليات العسكرية المركزية للثورة العقيد طيار أحمد مسعود البرغثى أنه سيتم ضم المجموعات الثورية للجيش بعد وضع معايير للالتحاق، لكنه أكد أنه «طالما نحن فى حرب فللجميع الحق فى القتال». جاء ذلك فيما سيطر الثوار على معبر رأس جدير الحدودى الرئيسى مع تونس. ورأى البرغثى ان التحدى الآن امام الثوار يتمثل فى مدينة سرت، مسقط رأس القذافى، التى لم تستسلم حتى الآن، مضيفا أن المفاوضات جارية مع قبائل وشيوخ المدينة لتسليمها دون قتال، مشيرا فى الوقت ذاته ان الثوار يستعدون لاقتحام المدينة. وينطبق ذات الوضع على منطقة بنى وليد فى جنوب مدينة مصراتة، وجيوب صغيرة فى طرابلس، على حد قوله. وفيما يتعلق بمصير القذافى، أكد البرغثى ما تردد بشأن عبور سيارات مصفحة إلى الجزائر يحتمل انها كانت تقل العقيد وأبناءه. وكانت وكالة انباء الشرق الأوسط قد نقلت عن مصدر عسكرى من الثوار ان موكبا يضم ست سيارات مرسيدس مصفحة قد يكون نقل مسئولين ليبيين كبارا بمن فيهم القذافى وابناؤه، عبر الحدود من ليبيا إلى الجزائر أمس الأول. وقال البرغثى: «رصدنا الموكب بالفعل وهناك احتمالات بهروب القذافى إلى الجزائر». وأعلنت الجزائر أمس أنها تواصل التزام «الحياد التام»، وذلك فى أول رد فعل رسمى جزائرى منذ سيطرة الثوار على طرابلس. ولم تعترف الجزائر حتى الآن بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى الذى اتهمها فى وقت سابق بتزويد القذافى بالمرتزقة، وهو ما نفته. دوليا، تتهافت كل من فرنسا وبريطانيا وايطاليا على قطف الثمار الاقتصادية فى ليبيا ما بعد القذافى، حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسى آلان جوبيه أن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون سيزوران طرابلس ومعاقل الثوار فى كل من بنغازى ومصراتة قريبا، موضحا أن هذه الزيارة يمكن أن تتم قبل القبض على القذافى. ووصف جوبيه التدخل الفرنسى فى ليبيا بأنه «استثمار للمستقبل»، مشيرا إلى أن تكلفة العمليات فى ليبيا كما تحددها وزارة الدفاع حوالى مليون يورو يوميا. بدوره، صرح وزير الخارجية الايطالى فرانكو فراتينى بأن ايطاليا وفرنسا لا تخوضان معركة «من النوع الاستعمارى» للاستيلاء على ثروات ليبيا، نافيا بذلك تعليقات للصحف الإيطالية التى تحدثت عن منافسة بين البلدين للحصول على أفضل العقود فى ليبيا.