نأت الولاياتالمتحدة بنفسها، أمس الخميس، عن محاولات تعقب الزعيم الليبي معمر القذافي، قائلة إنه لا القدرات الأمريكية ولا قوات حلف شمال الأطلنطي تستهدف الزعيم الهارب. وسلطت تعليقات مسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاجون) ووزارة الخارجية الضوء على حساسية واشنطن تجاه أي تحول متصور في المهمة العسكرية لحلف الأطلنطي في ليبيا نحو التورط المباشر في تغيير النظام هناك. ومهمة الحلف بموجب تفويض الأممالمتحدة هي حماية المدنيين الليبيين وليست الإطاحة بالقذافي حتى لو أصبح الزعيم الليبي محور تركيز الفصل الأخير على ما يبدو من جهود المعارضة للإطاحة بنظامه. قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لا تشارك الولاياتالمتحدة ولا حلف شمال الأطلنطي في هذه المطاردة". وقال ديفيد لابان، المتحدث باسم البنتاجون: "لا أتحدث باسم أي سلطات وطنية أخرى، فيما إذا كان أي من الدول الشريكة لنا تفعل شيئا ما. ولكن حلف الأطلنطي نفسه والولاياتالمتحدة كعضو فيه لا يفعلان شيئا". وكان ليام فوكس، وزير الدفاع البريطاني، قال في وقت سابق: إن الحلف يساعد الجهود التي تبذلها قوات المعارضة للعثور على القذافي مع سعيها لخنق أي هجوم مضاد قد يشنه أفراد عائلته أو موالون آخرون. وقال فوكس لتلفزيون سكاي نيوز "يمكنني تأكيد أن الحلف يقدم قدرات في مجال الاستخبارات والاستطلاع للمجلس الوطني الانتقالي لمساعدتهم في العثور على العقيد القذافي وفلول نظامه الآخرين". ولكن تصريحات المسؤولين الأمريكيين تتناقض على ما يبدو مع تصريح فوكس. وعند سؤال متحدثة باسم السفارة البريطانية في واشنطن عن ذلك ميزت بين ما تفعله القدرات الوطنية البريطانية وما يفعله حلف الأطلنطي "لحماية الشعب الليبي بينما القذافي لا يزال مطلق السراح". وأضافت المتحدثة "ستقدم القدرات الوطنية البريطانية كل ما تستطيع تقديمه من مساعدات أو معلومات من المخابرات للمجلس الوطني الانتقالي لمساعدته على إنهاء هذه الحرب". وأبرز التمييز الحدود الغامضة أحيانا التي يعتقد المسؤولون الأمريكيون ومسؤولو حلف الأطلنطي أنها تقيد مهمتهم، فهم مخولون للقضاء على الأهداف العسكرية للموالين للقذافي التي تشكل خطرا على المدنيين بموجب تفويض الأممالمتحدة لكن ليس مسموحا لهم باستهداف قائد تلك القوات القذافي نفسه. ولكن من الصعب تحقيق ذلك التمييز نظرا للهدف السياسي المعلن منذ فترة طويلة من الولاياتالمتحدة وحلفائها بضرورة الإطاحة بالقذافي. ولمح لابان إلى أن مهمة الحلف قد تنتهي دون القبض على القذافي إذا انحسر العنف وتوقفت القوات الموالية للقذافي عن القتال. ودعا القذافي في كلمة صوتية قصيرة بثتها قنوات تلفزيونية مؤيدة للزعيم الليبي كل القبائل الليبية للاحتشاد وطرد من سماهم العملاء الأجانب من البلاد. ودعا إلى "تطهير" العاصمة من المعارضة. ولكن لابان شكك فيمن يعتقدون أن القذافي لا يزال مسيطرا على جميع المقاتلين الموالين له في البلاد من مخبئه. وتساءل "هل تحسبون أن كل هجوم يتم بتوجيه شخصي منه؟".