اتهم الدكتور محمود غزلان، عضو مكتب الإرشاد، المتحدث باسم "الإخوان المسلمين"، اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، بأنه كان على مسبق ب "موقعة الجمل" التي وقعت في الثاني من فبراير، حينما هاجم ما قيل إنهم أنصار الرئيس السابق حسني مبارك المعتصمين بميدان التحرير. ولم ينف غزلان في تصريحات مع فضائية "الجزيرة مباشر" إجراء حوار مع سليمان بعد دعوته الجماعة للحوار إثر اختياره نائبا لرئيس الجمهورية، عشية تنحي مبارك عن السلطة في 11 فبراير، لكنه أكد أن "هذه المسألة ليس فيها تورتة ولا مغانم ولا أي شيء فلم نبحث عن مصالحنا الشخصية بل عن صالح مصر". وتابع في هذا السياق قائلاً: "الحقيقة نحن رفضنا في البداية التفاوض مع عمر سليمان ولكن المشير (محمد حسين) طنطاوي (وزير الدفاع) نزل ميدان التحرير وطلب من "الإخوان" أن نتصل بعمر سليمان، ثم حدثت اتصالات مباشرة من مكتب عمر سليمان بالدكتور محمد مرسي (عضو مكتب الإرشاد آنذاك)". واستطرد قائلا: "كنا عازفين عن هذه الجلسة"، مؤكدا أن الجماعة قبلت بالدخول في الحوار "بعد إلحاحات"، وخاصة بعد أن "وصل لنا كلام أن هناك أمورًا خطيرة تتعلق بدم ناس ولم نفهم معنى الكلمة إلى أن حدثت "موقعة الجمل" أدركنا خطورة الموقف، شعرنا أن عمر سليمان كان يعلم بأحداث موقعة الجمل وبدأ القناصة والقتل". وأردف: "شعرنا بالخوف على الناس، وخاصة شباب مثل الورد يتساقط وأصدرنا سلسلة من البيانات وفيها قلنا سوف نذهب ولو هذا الحوار كان منتجًا سنستمر في التفاوض، لكن قلنا لن نتخلى عن الثورة ولا عن مبادئها ولا عن مطالبها، وقلنا سنطالب بإيقاف قتل الناس والإقرار بحق الشعب في التظاهر والاعتصام وتنحية حسني مبارك". لكنه أكد أنه في أعقاب اللقاء الأول والذي "كانوا يقولون لنا ما ستطالبون به سوف نحققه وتحدث الشباب بجرأة وتحدثنا" تفاجئوا بصدور بيان غير ما تم الاتفاق عليه، و"لهذا قاطعنا باقي الجلسات". من جانب آخر، أكد غزلان أن "الإخوان" لا يخافون من التيارات الإسلامية الأخرى ولديهم الاستعداد للتحاور معها، وأضاف: "إذا كنا نتحدث عن الليبراليين والعلمانيين وبالتالي نحن لا نمانع أبدًا من الحوار مع الإسلاميين ونبرئهم مما تردد من أمور مثل قطع الأذن، وكل الاتهامات الباطلة التي لحقت بهم". وتابع: "بالعكس هم محترمون جدًا ولهم قاعدة شعبية كبيرة في المجتمع المصري وهم ليسوا مجموعة واحدة ولا فئة واحدة هم كثيرون وليس كلهم صالحون فهناك من كان يتعامل مع أمن الدولة ولكن فيهم ناس قريبون جدًا من الإخوان نحبهم ويحبونا ونقدرهم، فلا مخاوف لدينا من التيار السلفي وهم حديثو عهد بالسياسة". وفي سياق التعليق على الأحداث الأخيرة في سيناء، أبدى المتحدث باسم "الإخوان" انزعاجه من قتل للجنود المصريين، وطالب بتكثيف الأمن في سيناء، منتقدًا اتفاقية "كامب ديفيد" التي وصفها بأنها "مجحفة بالنسبة للجانب المصري ونطالب بأن تطرح هذه الاتفاقية للاستفتاء الشعبي". وقال إنه منذ قامت إسرائيل لم يتحقق السلام في الشرق الأوسط وحق الفلسطينيين ضائع، فعليهم العودة على حدود 67 وعودة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم، منتقدًا الوضع الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات في سوريا ولبنان وصفها بأنها "غير آدمية"، مضيفًا أن "إسرائيل ليس لها حق في فلسطين فهي دولة مغتصبة". وحول العلاقة مع حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، وصف المتحدث باسم "الإخوان" العلاقة معها بأنها "فكرية وهم أدرى بأمورهم فنحن لا نفرق بين حماس وبين الفلسطينيين فما يعنينا قضية فلسطين أكثر مما يعنينا شأن حماس". وأكد غزلان أن جماعة "الإخوان" قائمة على الشباب وهناك دراسات لتطوير الجماعة وهي تعيد النظر في كل شيء وهناك تعديلات تجرى على برنامج الجماعة والمسئول عن هذه الإصلاحات المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة بمعاونة آخرين وهو شخصية جديرة بالاحترام وأعتقد أنه يستطيع أن يدير دولة لأنه ذو عقلية منظمة جدًا. وأشار إلى أن أفكار حسن البنا مؤسس "الإخوان" هي بمثابة "العمود الفقري لأفكارنا وتصوراتنا".