البداية الحقيقية لنهضة مصر بعد قناعة وإيمان أبنائها بمدي الخطر الداهم الذي يحيق بها من قبل بعض المارقين الذين لعب الشيطان بعقولهم بالداخل والخارج وكيفية مجابهة مثل هذه الشرازم بالتكاتف لتنقية الافكار التي غرست في رؤسهم عبر عقود من الضلالات، البداية تتمثل في الإستفادة القصوي من الطاقة البشرية التي منحها الله لمصر، فمصر بأعز ما تملك من ثروات وهي الثروة البشرية، هي التي ساهمت بشكل كبير عبر قاعدتها العريضة من المتعلمين والمؤهلين في منظومة التعليم في معظم الدولة العربية، وعلي عاتق أبنائها قامت منظومات العمل الهندسي والطبي والإداري في هذه الدول التي تجاوزتنا الآن. كثيرا ما أكرر بأن الطاقة البشرية إذا أحسن إستغلالها تعطي أعظم الطاقات علي الإطلاق، فتكون أفضل من الطاقة الشمسية والطاقة النووية وما دونها من الطاقات الاخري التي منحها الله لعباده، وعلي النقيض من هذا فإذا لم يٌحسن إستغلال هذه الطاقة بإنها تتحول إلي طاقات سلبية تعوق التنمية في أي مجتمع يبحث عن الرفاهية ويصبو إلي التقدم، ولكي تكون الطاقة البشرية إيجابية وفاعلة في بناء نهضة دولة ما فيجب علي الدولة أن توفر التربية السليمة لابنائها، وكذلك الصحة، أما التعليم فيمثل حجر الزاوية في نهوض الامم، لذا يجب علي الدولة أن توفر التعليم الجيد الذي يعتمد علي التفكير والإبداع وإبداء الرأي والنقد والتحليل والمقارنات، مع توفير المعامل اللازمة، والوسائل التعليمية الحديثة المواكبة لما هو مستخدم في دول العالم المتقدم واللازمة لآداء العملية التعليمية علي الوجه الأكمل، والتحول من التعليم الذي يعتمد علي المدرس بصفة اساسية في العملية التعليمية إلي التعلم الذي يعتمد علي الطالب كعنصر فاعل، كما يجب تنقية المناهج من الحشو الذي لا طائل منه سوي حث الطلاب علي الحفظ دون الإهتمام بالفهم، مع منح الطالب الوقت الكافي للقراءة الحرة، والإتصال بالإنترنت لمشاهدة الفيديوهات واليوتيوب التي تسهم في فهم المادة العلمية. ومن الاشياء الهامة لتنمية الطاقة البشرية يأتي التدريب المستمر والذي يهدف لتنمية قدرات الخريجين والموظفين في كافة القطاعات، فيجب علي كافة المؤسسات توفير التدريب الحقيقي والمناسب لكافة العاملين بها لرفع كفائتهم الفنية والإدارية ومتابعة التطورات العالمية الحديثة في العلوم ونظريات الإدارة. ولشديد الاسي والاسف إذا رجعت لأي مؤسسة كي تطالبها بتطبيق مثل هذه الدورات التدربية علي العاملين لرفع كفائتهم المهنية، ستفاجئ بأن ملفات كافة المؤسسات متخمة بخطط و بدورات علي أفضل ما يكون وبمصروفات ومكافآت ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن بالسؤال عن مردود هذه الدورات وتأثرها علي رفع كفاءة العاملين، ستجدها والعدم سواء، فالدورات لا يقوم بآدائها متخصصون أو من ذوي الكفاءات التي يمكن أن تصنع الفارق للعاملين، كما أن الغالبية العظمي من العاملين يحضرون هذه الدورات دون أن يعطوها الإهتمام الكافي فلا تركيز ولا رغبة ولا إلتزام، والبعض منهم يعتبر حضور هذه الدورات كنوع من التكدير والعقاب فيحضرها علي مضض بما لا يعود بالنفع علي المتدرب أو المؤسسة أو الدولة. رفع الكفاءات الفنية والإدارية للعاملين بكافة المؤسسات عبر برامج تدريبية مدروسة يقوم علي وضع خططها متخصصون ويقوم علي آدائها عناصر منتقاه وذات كفاءة عالية، ولا يجتاز هذه الدورات إلا من يستحق من المتدربين، علي أن يتم منح الذين يحصلون علي مثل هذه الدورات - حال الإستفادة من هذه الدورات في أعمالهم- مزايا نوعية عن الذين لم يحصلوا عليها، مثل هذه الدورات تعتبر من الاهمية بمكان لتنمية قدرات كافة العاملين بالدولة للوفاء بمتطلبات المهام الوظيفية. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.