كشف اللقاء الذي جرى بين وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وبين عدد من ممثلي الأحزاب والمنظمات المدنية عن مفاجآت مثيرة, أبرزها مطالبة نائب رئيس حزب الغد هشام قاسم, نائب رئيس حزب "الغد" خلال تسليمه رايس رسالة من الدكتور أيمن نور, بمد مصر بستة مفاعلات نووية لحل مشاكل الطاقة في مصر. ما دفع محللين إلى تفسير الطلب بعدم رغبة نور في الظهور كمن يستقوي بواشنطن لممارسة ضغوط على النظام للإفراج عنه وأنه مهتم بالشأن العام والمشاكل التي تواجه البلاد في المقام الأول. أما المفاجأة الثانية فتمثلت في مطالبة سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بضرورة ربط المساعدات المالية التي تقدمها واشنطن للقاهرة بالتقدم في ملف الإصلاح السياسي. وعلمت "المصريون" أن سعد الدين إبراهيم نقل في رسالة لرايس صورة قاتمة عن الأوضاع السياسية في مصر, من حيث إصرار النظام الحاكم على قتل التجربة الحزبية وإفساح الساحة لنظامه فقط ولجماعة الإخوان المسلمين حتى إذا عقد الغرب مقارنة بين النظام والإخوان اختار بقاء نظام الحكم الحالي في مصر. وذكرت مصادر سياسية أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أبلغت العديد من نشطاء المجتمع المدني أن إدارة الرئيس بوش ستواصل ضغوطها على النظام الحاكم من أجل الإسراع بتنفيذ برنامج الإصلاح السياسي الذي وعد به مبارك في برنامجه الانتخابي. وأوضحت المصادر في تصريحات ل "المصريون" أن رايس أبلغت المجتمعين كذلك غضب واشنطن إزاء تراجع ملف الإصلاح في مصر وإصابته بعديد من الانتكاسات في الفترة الأخيرة والتي كان أبرزها سجن رئيس حزب الغد أيمن نور. وفي السياق نفسه, أكدت الدكتورة هالة مصطفى رئيس تحرير مجلة الديمقراطية خلال اللقاء أن وسائل الإعلام المملوكة للدولة قد شنت حملة شعواء ضد دعاة الإصلاح في مصر وألصقت بهم تهمة كاذبة رافعة مقالة من جريدة روزاليوسف في وجه رايس قائلة لو أنكم جادون حقا في الضغوط من أجل الإصلاح فعليكم أن تنتقدوا هذا. كما أوضح طارق حجي ضرورة تدخل واشنطن لسحب البساط من تحت أقدام الإخوان المسلمين والسماح لقوى المعارضة بالمشاركة معهم في الساحة وإفساد محاولات النظام لحرق البدائل الليبرالية له حتى لا يظل في الساحة كمنافس له إلا الإسلاميين متسائلا لماذا لا يحب النظام المعارضة؟.