يستيقظ الناس ، والطلاب ، والتلاميذ كل صباح في معظم دول العالم على صوت النشيد الوطني لبلادهم في الإذاعات والقنوات التليفزيونية وخاصة الحكومية منها ، ولا يتم الاكتفاء بذلك بل يردد الطلاب نشيد بلادهم يومياً في طابور الصباح بالمدارس مما يؤكد على هويتهم ويذكرهم بقيمة بلدهم عندهم إضافة للرسالة الرئيسية بالنشيد المطلوب ترسيخها في قلوب أبناء كل وطن . كما يأتي دور اللحن الموسيقي ليضيف اللمسة السحرية لإحساس الناس بموضوع النشيد (السلام) الوطني وهو ما نلاحظه بقوة في النشيد الوطني الصهيوني الذي يحمل اسم " الأمل " حيث اعتمد اللحن على الشجن والحزن الكبيرين لجذب تعاطف سامعيه بعكس الكثير من ألحان السلام الوطني التي تعتمد على الحماسة والقوة . ومن الجدير بالذكر أن الذي قام بكتابته هو الشاعر اليهودي الذي ينحدر من شرق أوروبا "نفتالي هيرتس إيمبر" عام 1886م حين زار مدينة القدس متضامناَ مع الحركة الصهيونية التي تبنت لاحقاً البيتين الأولين من القصيدة نشيداً لها عام 1933م بعد تعديلهما. ثم أصبح النشيد نشيداً وطنياً غير رسمي للكيان الصهيوني عام 1948م ، ثم أصبح نشيداً رسمياً ل عام 2004م بإعلان الكنيست له نشيداً رسمياً للكيان . ورأيت أنه من الضروري في هذه الآونة ونحن نتعرف بعمق على عدونا الرئيسي ، أن نتعرف على جزء من رسائلهم القوية المتمثلة في نشيدهم الوطني والذي يرددونه يومياً مع لحن يرسخ العظمة في نفوس سامعيه ومردديه وخاصة من أبناءهم ، وتأتي كلمات النشيد كالتالي : طالما في القلب تكمن، نفس يهودية تتوق، وللأمام نحو الشرق، عين تنظر إلى صهيون. أملنا لم يضع بعد، أمل عمره ألفا سنة، أن نكون أمّة حرّة في بلادنا، بلاد صهيون وأورشليم القدس والذي يدقق النظر في كلمات النشيد يلاحظ عنصرية مفرطة ونظرة استعمارية استيطانية وتوجيهية لليهود بالارتباط الوثيق بالحركة الصهيونية . وإذا دققنا النظر في الشق الأول من النشيد وجدنا مخاطبة الكلمات لقلوب اليهود – فقط – وليس الإسرائيليين طالما أن هذه القلوب تنبض أي طوال حياتهم بما في ذلك من تصنيف على أساس عقدي وليس وطني أي أنه من يحمل الجنسية الإسرائيلية من غير اليهود لا يخاطبهم النشيد الوطني للكيان ، ثم يؤصل النشيد للنظرة الاستعمارية لمنطقة الشرق في كلمة "للأمام" وهي كلمة توجيهية قوية تشير إلى الانطلاق في خط واضح ومستقيم تجاه الشرق كله ولا أعلم كيف يرى المحللون والسياسيون هذا الطرح الخطير الذي لا لبس فيه من محاولة كبيرة لصهينة الشرق بكامله . كما يأتي الشق الثاني ليؤكد على أن هذا الحلم هو أمل دائم قديم ومتجدد لدى الصهاينة بل وعمره ألفي سنة أن يحصلوا على حريتهم – على حد قول النشيد – في بلادهم التي هي الشرق طبعاً بل ويزيد التأكيد أنها بلاد صهيون وبالتحديد مدينة القدس . ومن هنا نتخيل الأطفال والشباب والرجال والنساء وهم يرددون هذه الكلمات كل يوم وفي كل محفل ويؤكدون على رسالتهم تجاه احتلال الشرق ويؤصل لمعنى أن بلادهم هذه محتلة وهم يريدون التحرر ليصبحوا أمة حرة وكيف أن القدس قضية منتهية برؤيتهم لها أنها صهيونية ويؤكدون ذلك في نشيدهم الوطني . وهنا أيها القراء الكرام ، يتبين لنا أن كل محاولات التفاوض والنقاش مع اليهود هي من درب الخيال والوهم الذي يعيشه القادة هذه الأيام بل ويحاولون خداع شعوبهم بإمكانية إحداث تقدم في المفاوضات التي تأتي مرة مباشرة ومرة غير مباشرة وتارة يؤكدون على القدس عاصمة لفلسطين وخلافه من الأمور التي يراها الصهاينة خرافات بما هو ثابت في نشيدهم الوطني فهم يرون الأرض أرضهم وعليهم تحريرها لتصبح وطناً لهم وأن القدس هي صهيونية لا محالة . هنا يأتي دور الشعوب بالتوقف الكامل عن مجاراة الحكام وخاصة العرب في أطروحتهم بكون السلام خياراً استراتيجياً ويجب علينا دعم المقاومة التي لها كامل الحق في التصدي لهذا الصلف الصهيوني وهذا الاستعمار الغاشم وأنه لا خير فيهم ولا في أجيالهم التي تتربى كل يوم على كلمات مثل هذا النشيد الوطني . كما أنه علينا أن نبدأ بإعداد العدة للقاء العدو الذي أصبح لقاءًا حتمياً وذلك بالتسلح بالإيمان والرجوع إلى الله والتعرف على عدونا ورسائله بقوة ومواجهة الحجة بالحجة والقوة بالقوة وأن تكون لنا آلتنا الإعلامية لفضح رسائلهم وتوجهاتهم الصهيونية عالمياً وفي كل منتدى وأن نمارس كامل الضغط على حكامنا لإيقاف مسلسل استنزاف الوقت لصالح العدو الذي يكسب الوقت ليتجهز لمواجهتنا بل ويربي أجياله على تعميق هذه المفاهيم ، كما علينا أن نؤمن بأن هناك مؤامرة كبيرة تحاك ضد الأمة الإسلامية وأحرار العالم وأن هناك مشروعاً صهيوأمريكي يسعى لاستعباد الجميع لتلبية رغباته عالمياً وبالأخص بالمنطقة العربية والإسلامية ، فماذا نحن فاعلون ؟