متجاوزين الخلافات السياسية، اجتمعت الحكومة والمعارضة في إسرائيل على تعليق الفشل الإسرائيلي الذريع في توفير الأمن لمواطنيهم، على شماعة "الأوضاع الأمنية في سيناء"، فبعدما قال وزير الدفاع، إيهود باراك: "إن الحادث الحدودي يعكس ضعف القبضة المصرية في سيناء وتوسيع نطاق الأنشطة التي تقوم بها العناصر الإرهابية"، نسجت "تسيبى ليفنى"، زعيمة المعارضة، على منواله، وشنت هجوما حادا على الأوضاع الأمنية في سيناء، قائلة إن: "مصر تعيش الآن حالة من التدهور الأمني ليست مصر التي وقعنا معها معاهدة السلام". وأعربت ليفنى، خلال زيارتها لمستشفى "سورقة" حيث يرقد جرحى هجوم إيلات، الذي أسفر عن مقتل 7 إسرائيليين وإصابة ما لا يقل عن 25 آخرين، عن تأييد المعارضة لأي إجراء يعمل على تغير تلك الأوضاع الأمنية، مؤكدة على ضرورة شن هجوم عسكري تحت شعار "الحرب ضد الإرهاب في غزة". وتحت عنوان (سيناء.. مرتع للإرهاب)، قال "روعي نحمياس"، مراسل الشئون العربية بصحيفة يدعوت أحرنوت: بعد سقوط مبارك، فقدت مصر السيطرة على شبه جزيرة سيناء، التي تحوَّلت إلى مرتع للإرهاب ، وإسرائيل هي أول من يدفع الثمن. وفي مقال نشرته جيروزاليم بوست، قالت كارولين جليك: رغم أن الثورة المصرية لم تكن ضد إسرائيل، إلا أنها ستكون أولى ضحاياها في الخارج بعد رفض مصر الجديدة اتفاقية السلام التي أبرمها النظام السابق مع الدولة اليهودية. وفي تقرير نشرته نيويورك تايمز، وشاركت في إعداده هبة عفيفي، من مصر، وإيزابيل كريشنر، من القدس، حذرت الصحيفة الأمريكية من أن قتل الجنود المصريين يهدد بتقويض عملية السلام بين مصر وإسرائيل. الصورة الأكثر دراماتيكية رسمها الدكتور بواز غانور، مدير المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في هيرتسليا، حين أكد – بلهجة العالم ببواطن الأمور- أن مصر ليست لديها سيطرة كاملة على سيناء – ليس فقط منذ سقوط مبارك- لكن منذ تفجيرات طابا عام 2004، "ما سهَّل عمل المنظمات الإرهابية هناك". وأشار، في حوار نشرته صحيفة "جلوبز" الاقتصادية الإسرائيلية، إلى أن أحد التقديرات – هكذا مُجَهَّلة-يشير إلى وجود عشرات الآلاف من الجهاديين، المنتمين إلى منظمات عديدة، يعملون في المنطقة الآن، وقد قويت شوكتهم بعد سقوط مبارك. أيضًا أشار إلى هروب العديد من الجهاديين من السجون المصرية، وانضمامهم إلى إرهابيي سيناء. المثير للضحك أن يتخذ "غانور" مجرد منشور وزرعه مجهولون منذ أيام على بعض مساجد مدينة العريش المصرية بسيناء يدعو إلى تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية، تكئة ليقول: "خلال الأشهر القليلة الماضية، شهدنا ارتفاعا كبيرا في النشاط الإرهابي داخل سيناء". وردا على سؤال مفاده: "كيف يمكن وقف تدهور الأوضاع على الحدود الجنوبية؟ أجاب: إسرائيل بحاجة إلى عقبة في الجنوب؛ سواء كان ذلك على شكل سياج، خندق، حقل ألغام، وسائل تكنولوجية، أو –وهو الأفضل- مزيج من كل ذلك". وعزفا على نفس الوتر قالت صحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان "حدود غير آمنة": إن هجمات الخميس، طرحت قضية الجدار العازل الذي تبنيه إسرائيل على حدودها مع مصر من جديد، مشيرة إلى أن ما تم بناؤه من الجدار حتى الآن مجرد 45 كيلو متر، من أصل 230 كيلو متر، أي أقل من 20%، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال بنية تحتية في 30 كيلو مترا إضافيين، تمهيدا للبناء فيها. وهو نفس المطلب الذي كررته افتتاحية جيروزاليم بوست تحت عنوان (استكملوا السياج). من جانبه انتقد عضو الكنيست اليميني المتطرف أرييه إلداد من كتلة "الوحدة القومية" فشل الحكومة الإسرائيلية في منع الهجوم، قائلا: إن الفشل في إحكام الرقابة على الحدود الجنوبية ضد عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين أعطى إشارة إلى المنظمات الإرهابية في المنطقة أنه لا توجد مشكلة في اختراق الحدود الإسرائيلية. وأضاف، في تصريحات نقلتها جيروزاليم بوست: "لن ننجح في تأمين حدودنا إلا بتغيير جذري في التعليمات، بمنح الضوء الأخضر لإطلاق الرصاص وتصفية رؤوس العصابات البدوية في سيناء والنقب". داعيا نتنياهو إلى "الانتقام الفوري، دون تأخير". وحذر من أن "العرب يعيدوننا إلى أيام الفدائيين"، محملا "الإهمال المستمر لسيادة إسرائيل على النقب والحدود الجنوبية" مسئولية الهجمات. فيما دعا عضو الكنيست عن حزب الليكود، أيوب قرا، إلى وقف احتجاجات الخيام، قائلا: إن قضايا الأمن أكثر إلحاحا. ونحن أبعد ما نكون عن فنلندا وهولندا حيث القضايا الاجتماعية هي الأهم". وحذر "قرا" من أن الأشهر المقبلة ستشهد أحداثا صعبة، قائلا: "لذا ينبغي أن تكون أولوية إسرائيل هي الدفاع". وبالفعل أعلن الاتحاد الوطني لطلبة إسرائيل، بعدها بساعات، إلغاء مسيرات كانوا دعوا إليها في وقت سابق. ترجمة الاسلام اليوم