وصفت أحزاب مؤيدة للسلطة الحالية، زيارة الرئيس عبد الفتاح للكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمس للتهنئة بعيد الميلاد بأنها "زيارة تاريخية وتؤكد بأنه رئيس لكل المصريين وتعد رسالة واضحة للغرب عن وسطية الإسلام وسماحته في تعامله مع الأديان الأخرى". وشارك السيسي في قداس عيد الميلاد بمقر الكنيسة بالكاتدرائية بالعباسية أمس، وهي المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس مصري القداس السنوي. وجاءت المشاركة مفاجئ وغير معلن عنها وتمت بعد بدء مراسم القداس حيث تم قطع الصلاة خلال القداس للترحيب به. وأكد عبد النبي عبد الستار، المتحدث باسم حزب "الغد"، أن "زيارة السيسي للكاتدرائية رسالة تسامح من مصر إلى دول العالم"، مشيرًا إلى أن "حضوره قداس عيد الميلاد وتقديم التهنئة لمسيحيي مصر بالعيد من شأنه إعادة تصحيح الصورة المغلوطة لدى الغرب عن وسطية وتسامح الإسلام، والتي تأثرت سلبًا بممارسات بعض التنظيمات"، لافتًا أن الرئيس أثبت بهذه الزيارة التاريخية أنه رئيس لكل المصريين. وأوضح أن "الزيارة سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ مصر، وكانت مفاجأة أثلجت صدور المصريين وأثبتت للعالم أجمع أن مصر ستنهض بسواعد أبنائها وأن النسيج الوطني المصري قادر على إظهار روح المحبة كشعب واحد وأعياده واحدة يسعد ويحتفل بها جموع المصريين". ويعتبر السيسي ثالث رئيس يزور الكاتدرائية، والأول الذي يشارك في قداس الميلاد. وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر زار الكاتدرائية عام 1959 ليقدم التهنئة بجلوس البابا كيرلس السادس (1959 – 1971) على عرش البابوية. وفي يناير 2014، قام الرئيس الانتقالي السابق عدلي منصور بزيارة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة البابا تواضروس الثاني بعيد الميلاد. وقال صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب "المؤتمر"، إن الزيارة تؤكد أن السيسي رئيس لكل المصريين وزيارته غير مسبوقة للكاتدرائية، وتؤكد الوحدة الوطنية وأن مصر وطن للجميع وتقطع الطريق على أي فتن لتقسيم الوطن، موضحا أن هذه الزيارة استئناف للدور المصري على مدار التاريخ في تعليم العالم الإنسانية والحضارة. وأشار إلى أن هذه الزيارة ترسي أسسًا جديدة منها أن الرئيس يشارك المصريين بكل أطيافهم أفراحهم وأعيادهم وآمالهم، وتقطع الطريق على دعاة أي مجال للفتنة بين مسلم ومسيحي. من جانبه، وصف الدكتور فريد زهران، عضو الهيئة العليا لحزب مصر الديمقراطي الاجتماعي، زيارة السيسى للكاتدرائية أمس بأنها "بادرة جيدة كأول رئيس يؤكد مبدأ المواطنة بين المصريين، وأن مصر لكل المصريين، وأن السيسي ليس رئيسًا لفئة معينة على حساب أخرى"، مستبعدًا أن يكون للزيارة طابع سياسي.