أجمع عدد من المرشحين المحتملين لخوض انتخابات الرئاسة في مصر على أن حادث الاعتداء على الجنود المصريين يجعل من الضروري إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع إسرائيل منذ عام 1979، في ظل موجة من الغضب الشعبي والرسمي تشهدها الأوساط المصرية جراء الحادث الذي وقع يوم الخميس وقررت على إثره مصر استدعاء سفيرها من تل أبيب. ورأى الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد"، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن القرار الأهم من سحب السفير المصري من إسرائيل هو طلب تعديل البند المقيد لحقنا في وجود قواتنا بسيناء الوارد في كامب ديفيد. واعتبر أن اعتراف إسرائيل والولايات المتحدة بضعف الوضع الأمني بسيناء هو فرصتنا لطلب تعديل البند الخاص بعدد القوات المصرية بسيناء في كامب ديفيد، التي تنص على انتشار محدود للقوات المصرية بشبه جزيرة سيناء. وأكد المستشار هشام البسطويسي نائب ريس محكمة النقض، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن ما حدث علي الحدود الشرقية يستدعي من الحكومة المصرية إعلانا بأنه لا يمكن التسامح أو التهاون مع أي عدوان يقع عليها أو مجرد المساس بها وأنها ستردع كل من يحاول تخطي حدودها بطريق غير شرعي, وأن دماء الشهداء لن تضيع, والشعب المصري مستعد لأن يقدم المزيد من الشهداء فداء للوطن وصونا لكرامة مصر وتأمينا لحدودها, وأن حدود مصر مصونة بحراسة جنودها وشعبها. وطالب البسطويسى بضرورة إعادة التفاوض حول بعض بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل لاستعادة السيادة المصرية الكاملة على سيناء بما يمكنها من فرض سيطرتها الكاملة على حدودها وتأمينها, وقال إن السلام العادل والدائم لا يمكن فرضه على الشعوب باتفاقيات بين الحكومات خاصة لو كانت حكومات غير منتخبة من شعوبها وإنما يبنى السلام بين الشعوب وعلى أساس العدل والتكافؤ. ودعا البسطويسى إلى ضرورة نبذ الخلافات بين جميع القوى السياسية لتستعيد مصر استقرارها ومكانتها بوحدة شعبها, وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بسرعة الانتقال إلى حكم مدني منتخب وعودة القوات المسلحة إلى مواقعها ومن خلفها جبهة داخلية متماسكة بديمقراطيتها وحريتها. ورأى أن عودة مصر إلى أمتها العربية والتزامها بمقتضيات أمنها القومي وقضاياها لن يتيح لكائن من كان أن يفرض على مصر معركة لم تحدد هي مكانها أو زمانها أو مبرراتها. في حين دعا حمدين صباحي زعيم حزب "الكرامة" إلى ضرورة تعديل كامب ديفيد لضمان فرض كامل السيادة على سيناء ومنع استباحة الصهاينة لحدودنا ودمائنا, منددا بالاعتداءات الإسرائيلية علي الحدود المصرية، واصفا ذلك بأنه يشكل جريمة صهيونية غير مقبولة ولا يحتمل السكوت عليها. أما الكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية فوصف الدم المصري بأنه أغلى من أن يضيع هدرًا أو أن يسفك دون مقابل. وأشار إلى أن مصر لن تسمح بعد ثورة 25 يناير بأن يجرح جندي مصري واحد دون أن تؤدي واجبها الوطني بالثأر له واتخاذ رد الفعل المناسب مهما كان الثمن. وأكد في بيان نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن القوات المسلحة المصرية قادرة علي الدفاع عن الوطن، ودعا القوات المسلحة المصرية إلى الوقوف بكل حزم في مواجهة أي عدوان إسرائيلي، مع اليقين بأن الشعب المصري بجميع طوائفه يقف صفا واحدا وراءها في الدفاع عن أرض الوطن وعن دماء أبنائه. وأوضح العوا أن من واجب كل مصري ولا سيما القوى السياسية أن تقف صفا واحدا خلف القوات المسلحة في هذا الموقف العصيب وأن تنحي جانبا كل الخلافات التي تشغلها الآن وتتفرغ لتكوين موقف سياسي شعبي واحد لمواجهة العدو الصهيوني. وهنأ أسر الشهداء بارتفاع أبنائهم في هذه الأيام المباركة إلى جنة الخلد قائلا: "أدعو الله لذويهم جميعًا بالصبر الجميل ولهم بأعلي الدرجات". بدوره، أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل للرئاسة أن الشعب المصري له كل الحق في إعادة تقييم وتعديل اتفاقية كامب ديفيد في أي وقت إذا رأى أن الاتفاقية لا تخدم مصلحة الوطن، مشيرا إلى أن الشعب المصري ضد الممارسات المجحفة لقوات الاحتلال الصهيوني وقال أبو الفتوح في كلمة ألقاها في مؤتمر شعبي حاشد بمحافظة المنيا أن الشعب المصري لا يقبل بالتطبيع أو اتفاق السلام مع إسرائيل مضيفا: "رفض المصريون التطبيع مع الصهاينة واتفاقية كامب ديفيد فرضت من نظام سابق على الشعب المصري". ولفت إلى الدعاوى الخارجية المصاحبة لطرح مطالب القوى الوطنية المخلصة بتعديل اتفاقية السلام مع إسرائيل وبما يتناسب مع مصلحة مصر، قائلا إنه كلما نادت بذلك حاصرتها الضغوط واتهمتها بأنها تدعو إلى الحرب وهذا غير صحيح. وأكد أن هذا العصر انتهى بعد الثورة إلى غير رجعة وأن "تعديل اتفاقية كامب ديفيد والكويز وغيرها من الاتفاقيات أو استمرارها سيكون بناء على مصلحة مصر وليس بناء على أي شيء آخر سواء الضغوط الخارجية أو سواها". وكان أبو الفتوح قد أدى واجب العزاء في روح الشهيد النقيب أحمد جلال عبد القادر الذي أستشهد خلال أدائه لعمله في سيناء. وعبر لوالد الشهيد الدكتور جلال عبد القادر الأستاذ بكلية طب جامعة سوهاج خلال مكالمة هاتفية عن بالغ أسفه لخسارة الأسرة لعزيزهم، وطالب أسرة الشهيد باحتساب أجرهم عند الله، فليس أطهر ممن قدم حياته دفاعا عن تراب وطنه. في حين طالب والد الشهيد القوى السياسية والمجتمع المصري بألا يفرطوا في دم ابنه الشهيد ولا في دماء زملائه الذين استشهدوا في اعتداء غاشم من العدو الصهيوني وكان أبو الفتوح طالب المجلس العسكري في بيان أصدره الجمعة بالتعامل مع ما حدث على أنه قضية أمن قومي، تمس كل المصريين، واتخاذ قرار بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وإلغاء عقود تصدير الغاز نهائياً مع إسرائيل. ووجه تحذيرا شديد اللهجة إلى إسرائيل بأن الشعب المصري الذي ثار لكرامته وحريته في ثورة 25 يناير هو شعب يعي عدوه من صديقه، ولن يسكت على ظلم أعدائه الغزاة.