لقد كان من نتائج ثورة 25 يناير رفع الظلم وإطلاق حرية تشكيل الأحزاب السياسية أمام من يريد , وكانت هناك بعض الشروط للتأسيس , وكنت أتمنى الآ تكون هذه الشروط التى ظهر أن بعضها أصعب من العهد البائد مثل عدد 5 الآف عضو بدلاً من ألف , وكذلك قضية النشر فى جريدتين هو شئ مكلف بالنسبة لحزب يريد أن يبدأ من الصفر , فتسهيل هذه الشروط كان هو الاختيار الأصوب الذى فات الحكومة أن تفعله , لأن تنمية المشاركة السياسية هى من ضمانات الأمن القومى للبلاد , إذ يشعر الجميع أنه يسهم فى بناء وطنه بعد أن كان الإقصاء من نصيب قوى كثيرة , كانت غائبة عن ساحة العمل العام لعقود طويلة , وأننى أتمنى أن تنجح هذه التجربة وتؤتى ثمارها حتى نشعر بالنجاح الحقيقى لثورة 25 يناير , وأننا بالفعل كدولة تعيش حالة ثورية عبرنا إلى آفاق جديدة , لكن الذى يجرى من ترصد للتجربة الحزبية يجعلنا فى حالة قلق على مستقبل البلاد , فهناك من يبحث عن أى سقطة كلامية وسط مشهد طويل من الأحداث ليطرق على الوتر الحساس , ومهما يحاول قائل الكلمة أن يصحح أو يفسر أو حتى يتراجع فإنه لا يسمحون له , لأن إقالة العثرة هنا مرفوضة عندهم فهم يتلمسون الأخطاء ولا يلتمسون الأعذار !! إن التجربة الحزبية جديدة على قطاعات لم تكن تعمل بالسياسة وبالتالى فإن المصطلحات عندهم تحتاج إلى بعض الوقت للتطويع , وهنا يأتى دور المحب لمصر الذى ينبغى أن يتغاضى سريعاً عن الهفوات ويسمح للذى تلعثم أو تعثر أن ينهض بل ويمد له يد المساعدة أو طوق النجاة لا أن يكيل له مع الكيالين أو يفترى عليه ضمن المفترين !! إنها معادلة صعبة بلا شك ولكنها سهلة على أصحاب القلوب البيضاء والرؤى الثاقبة التى تحب أن ترى مصر بخير وهنا تنجح التجربة , ويبقى أن نوصى العاملين فى الأحزاب السياسية تحت التأسيس بمزيد من الصبر وسعة الصدر والمحافظة على وحدة الصف ورأب الصدع سريعاً حتى تنطلق المسيرة على نحو يسعدنا جميعاً من أجل مصرنا الغالية والله المستعان .