البداية الحقيقية لنهضة مصر بعد القضاء علي إرهاب الجماعات والعصابات المتطرفة، وعودة الأمن والأمان لكافة ربوع مصر وإعمال العدل والمساواة بين كافة أبناء الشعب المصري تكمن في الإهتمام بالتعليم والبحث العلمي، والتعليم في مصر يمر بفترة رهيبة من الإضمحلال والإهتراء لم يمر بها من قبل، فتحول التعليم من المدارس الحكومية والخاصة إلي مراكز الدروس الخصوصية وشقق المدرسين، فإصبح هناك تعليما موازيا يهدف إلي الحصول علي المال من قبل عدد من المدرسين من جيوب أولياء الامور، والذين بدورهم لا يهدفون إلي تعليم أولادهم ولكن يهدفون فقط لحصولهم علي درجات مرتفعة تحقق لهم فرص الإلتحاق بكليات القمة مثل الطب والهندسة والصيدلة بغض الطرف عما يحصلون عليه من مادة علمية بالإضافة إلي مجموعة القيم والأخلاق والمٌثل التي تغرسها المدرسة في شخصية التلميذ، وذلك من خلال تطبيق المناهج التربوية في العملية التعليمية، فالمدرس الخصوصي عادة ما يكون مهموما فقط بالحصول علي المال وتلقين التلاميذ المعلومات التي تكفل لهم الإجابات الصحيحة في الإمتحانات دون الإهتمام بالجوانب التربوية والتي تشكل شخصية التلميذ. والحل الذي يجب أن تحققه الدولة هو أن يكون هناك نظاما تعليميا واحدا، فإما أن يعود إلي المدارس كما هو الحال في كافة الدول المتقدمة والنامية، وفي هذه الحالة يجب محاربة الدروس الخصوصية من خلال وجود تشريعات تجرم مثل هذا العمل، أو تقنينه بحيث أن تعقد مثل هذه الدروس الإضافية بالمدارس بعد إنتهاء يوم العمل، وإما أن تسمح بمراكز الدروس الخصوصية وتصرح للمدرسين بنقل التعليم لشققهم، وفي هذه الحالة يمكن غلق المدارس ورفع ميزانية التعليم عن كاهل الحكومة وتوجيه قيمة ما ينفق علي التعليم لمأرب أخري مثل الصناعة والصحة، فلا يمكن أن يكون التعليم الموجود في المدارس بالإسم فقط، دون وجوده في الواقع، قيل بأن سبب التعليم هو تدني مرتبات المعلم، فقامت الدولة بزيادة المرتبات بقدر مقعول في السنوات القليلة الماضية بما يتناسب مع الموارد المتاحة، وذلك عن طريق كادر المعلم، ولكن ما تم إكتشافه أن تدني المرتبات لم يكن السبب الرئيسي في نقل العملية التعليمية من المدارس لشقق المدرسين، وأن زيادة المرتبات للمدرسين لم تسهم في حل هذه المشكلة الشائكة، وقد قيل " حتي لو وصل مرتب المدرسين لعشرة آلاف جنيه في الشهر فإن الدروس الخصوصية لن تتوقف" أي تحدي هذا؟ ايرلندا تحولت من دولة زراعية إلي دولة متقدمة صناعيا بالتعليم، فقد كانت أيرلندا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي تشبه دلتا مصر كما هو الحال في ريف محافظة الدقهلية، ولكنها قامت بتطوير التعليم بما ساهم في رفع مستوي المعيشة وخلق نهضة حضارية رائدة، وكما هو الحال في أيرلندا كان الحال في العديد من الدول الأخري مثل كوريا وماليزيا وسنغافورة. التعليم هو العامل الفاصل في نهضة الامم، ومصر لن تنهض إلا بالإهتمام بالتعليم، والتعليم لا يكون إلا في المدارس بمعاملها وملاعبها ومكتباتها، ولعودة التعليم للمدارس من جديد يجب محاربة وتجريم الدروس الخصوصية، كما يجب تنقية المناهج الدراسية من الحشو، والعمل علي رفع قدرة التلميذ علي التفكير والإبداع وعدم الإعتماد علي الحفظ والتلقين، أما التعليم الفني فلنا معه عودة أخري، وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.