قال الدكتور فخري العكور أخصائي أمراض القلب : إن الكثير من الدراسات الطبية أظهرت أن كثرة الهموم والاحزان تصيب قلب الانسان بالاعتلال والمرض..فمن المعروف إن حياتنا العصرية أصبحت مليئة بالتوتر النفسي والضغوط العاطفية المختلفة سواء في أجواء الاسرة أو العمل أو بسبب تفاعلات الانسان مع ما يحدث حوله من أحداث وحروب ومأس بشرية والتي أصبح يشاهدها مباشرة من على شاشة التلفاز من خلال مئات القنوات الفضائية العالميه. وأضاف.. ان جسم الانسان يتفاعل بردود فعل مختلفة على هذه التوترات حيث يشارك فيها الجهاز العصبي المركزي ومجموعة الغدد الصماء والتي تقوم بإفراز كثير من الهرمونات والمواد الكيماوية مثل هرمون الادرينالين الذي يعمل على رفع الضغط الشرياني وزيادة في تسارع دقات القلب مما يؤثر سلبا على المريض المصاب بتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وارتفاع الضغط. وأوضح..يؤدي التوتر العصبي والنفسي كذلك إلى قيام الغدد الكظرية (الفوق كلوية) بإفراز هرمون الكورتيزول الذي يعمل على زيادة تخزين الشحوم في جسم الانسان مما يزيد الخطر على القلب والشرايين كما تحدث التوترات العصبية اضطرابا شديدا في عمل الغدد الصماء الاخرى مثل غدة البنكرياس والغدة الدرقية مما يؤدي الى اضطراب بنسبة السكر في الدم والى خلل في تبادل المواد المسمى (المثيابوليزم) والى احتباس الصوديوم والماء في جسم الانسان. وحسب الدكتور العكور فان الدراسات تقول : إن كبت الإنسان لمشاعره السلبية يزيد من مخاطر هذه الانفعالات ، وبالتالي فان الاطباء ينصحون بتفريغ هذه الشحنات الخطرة ، ويدعون إلى التخلص منها بشتى الطرق كالبكاء ، والتحدث إلى الأقرباء والأصدقاء ، وعن طريق اللجوء إلى الصلاة والرياضة والمطالعة المفيدة . وتقول الدراسات..انه عند البكاء يقوم جسم الانسان بإفراز مواد هرمونية تعمل على تهدئة الاعصاب وخفض مستوى الضغط الشرياني وتسارع دقات القلب . ويحاول كثير من الرجال تجنب البكاء في المناسبات الحزينة في محاولة لاظهار الصلابة والرجولة بالرغم من الراحة الكبيرة التي كانوا سيحصلون عليها لو فعلوا ذلك.