تظاهر مئات الأشخاص بتونس تنديداً ب"فساد القضاء", مطلبين بقضاء مستقل ومحاسبة رموز الفساد من أتباع النظام السابق, فيما مَثُل أقارب الرئيس المخلوع أمام المحكمة بتهم محاولة الفرار من البلاد وتصدير عملات أجنبية. وتجمع نحو ثلاثمائة محتج أمس الأربعاء أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة قبل أن تفرقهم الشرطة، ورفعوا لافتات كتب عليها "نريد قضاء مستقلا ونزيها" و"حاكموا أزلام النظام" و"كفانا من ممارسات النظام السابق" و "لا للاستبداد يا عصابة الفساد". جاء ذلك بعد أن أقالت السلطة الانتقالية المدعي العام من منصبه على خلفية تمكن السيدة العقربي- وهي حليفة كبيرة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي- من الهروب رغم أنها ملاحقة قضائيا. وكانت العقربي تقوم بحملات دعائية عبر جمعية الأمهات التونسيات لدعم بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي اللذين فرا من البلاد يوم 14 يناير في خضم ثورة شعبية عارمة. كما تسبب الإفراج عن وزير العدل السابق البشير التكاري في غضب التونسيين. في هذه الأثناء, استأنفت المحكمة جلساتها لمحاكمة 23 من أقارب بن علي وزوجته الملاحقين بتهمة محاولة الفرار وحيازة عملات أجنبية بطريقة غير مشروعة، كما يحاكم معهم أيضا مدير أمنه علي السرياطي. وأوقف عدد كبير من المتهمين ال23 بينهم عدد من إخوة وأقرباء ليلى الطرابلسي زوجة بن علي، في مطار قرطاج في 14 يناير وبحيازتهم مبالغ كبيرة من الأموال والمجوهرات.