نظرة الاستعلاء التي ينظر بها ما يسمى بالتيار المدني، إلى الحركات الإسلامية، عادة ما تكون فجة ومستفزة ولا تخلو من "قلة أدب " في بعض الأحيان.. بل بلغ بهم الأمر، أن باتوا يتحدثون وكأنهم هم "آباء" الثورة الحقيقيين أما بقية التيارات الأخرى فهم من وجهة نظرهم "أدعياء" لم يثبت تحليل ال"دي إن دي" أنهم من سلالة ثورة 25 يناير. المدهش حقا، أن تصدق "الأقلية السياسية" بأنها هي التي كانت موجوده وحيدة " لا شريك لها" في ميادين مصر طوال ال 18 يوما التي سبقت خلع الرئيس السابق في 11 فبراير 2011. يتساءلون : أين كان الإسلاميون عندما اندلعت الثورة؟!.. يعتقدون بأن الملايين التي انتشرت في ميادين مصر، كانوا من "دراويش" ممدوح حمزة وساويرس والبرادعي!.. لا يرون في مصر إلا منطقة جغرافية خالية من السكان ولا يقطنها إلا "مريدو" المال السياسي والطائفي والتطبيعي.. وأن هذا المال هو صانع الثورة الحقيقي! كلامي ليس مبالغة بل إن أحد "الليبراليين" الكبار قال صراحة على إحدى الفضائيات : إن المصريين تعلموا الثورة بأموال الأمريكيين!!.. وذلك بالتزامن مع فضيحة ال"40" مليون دولار التي انفقتها واشنطن على 600 منظمة مصرية من 25 يناير إلى نهاية الشهر الماضي! شهدت ناصريا "متطرفا" على "المحور" وهو يتحدث باستعلاء مع الناشط الإسلامي حسام ابو البخاري، ويقول إنه "سلفي" ولكنه "متنور" .. وتمنى أن يكون السلفيون على مستوى استنارته!.. وفي مداخلة مع قيادي اسلامي بارز في الجماعة الإسلامية، اتهم الناصري "الظلامي" الأول بأنه "جاهل" وفي "الطراوة" لأنه لم يقرأ شيئا لمعاليه، معتقدا سيادته أنه من الأهمية على النحو الذي يجعل المصريين لا ينامون ليلتهم إلا بالاطلاع على مقاله قبل صلاة الفجر، وثلاث مرات يوميا قبل وبعد الكل! مليونية 29 يوليو، وصفها مثقفو "الصوبات" بأنها مليونية "الجلابيب" مرة ومليونية "اللحية" مرات! في لغة شاءت الحط من قدرهم بمعايير"الاستنارة".. غير انه كان من اللافت أيضا أنها وضعت في سياق نشاط "إسلامي" أوغر صدر "الثوار".. في قسمة لا تخلو من نية اقصاء الاسلاميين من زمرة "الثوار".. على ذات السنة التي استنها مثقفو"الحظيرة" عندما وضعوا كلمة "اسلامي" كنقيض لوصف "المثقف".. بلغت حد وصف عادل حسين رحمه الله ب"مثقف سابق" بعد أن ترك اليسار وجماعة "هنري كوريل" وأنحاز إلى المشروع الحضاري الإسلامي.! قرر "الصوفيون" الدخول في لعبة "المليونيات" بالتضامن مع الشيوعيين والاشتراكيين وجماعات سياسية قبطية وبتحريض من "التنويريين" الذين هزموا سياسيا في جمعة 29 يوليو.. ومع ذلك لم يسلم الصوفيون والمحسوبون شئنا أم أبينا على التيار السياسي الاسلامي من "تريقة" أصحاب الاستنارة والتهكم عليهم.. وأطلق على مليونيتهم مليونية "سيدي التحرير".. يستهلوا [email protected]