زعمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس حسني مبارك لديه الرغبة في التبسم أمام الكاميرات لكل سياسي إسرائيلي سيبقي أي دولة فلسطينية بقيادة حركة حماس بعيدة عن مصر ، مشيرة إلى أن انتصار حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية ، وبصفة أساسية النصر الكاسح في قطاع غزة، يعد مزعجا جدا بالنسبة لمصر. وقال عكفيا الدار محلل الشئون السياسية في الصحيفة ، في مقال له تحت عنوان "طابور من السياسيين، كلهم إسرائيليون يمرون عبر القاهرة" ، إن الرئيس مبارك حاول إقناع موفاز بأن الحرب العسكرية ضد حماس والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين ستصب فقط في صالح تقوية الحركة. وأضاف أن الرئيس مبارك اقترح خلال لقاءه الأخير بوزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز أن تلزم الحكومة الإسرائيلية الهدوء والسماح لحماس بالحصول على فرصتها ، فإما أن تصبح أكثر اعتدالا أو تحدث الانشقاقات داخل الحركة أو أن تحفر الحركة قبرها بنفسها. وذهب المحلل الإسرائيلي إلى أن المصريين يقدرون موقف إسرائيل إزاء حماس مشيرا إلى تصريحات للسفير الإسرائيلي لدى القاهرة شالوم كوهين قال فيها إن المصريون ليسوا سذجا.. فهم يفهمون أن موفاز لم يصطحب معه إلى مصر عشرات من الصحفيين من وسائل الإعلام الناطقة بكافة اللغات لأن لديه شيئا ما عاجلا يخبره للرئيس مبارك.. شيئا لم تستطع وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفيني إخباره للرئيس مبارك حين جلست أمامه أثناء زيارتها للقاهرة. أما المفارقة التي عرض لها عكفيا الدار، فهي الإشارة إلى التعاون المتزايد بين شخصيات أمنية إسرائيلية بارزة وبين من وصفهم ب "زملائهم المصريين" بعد فوز حماس في الانتخابات.
