تجمع المئات من أهالي شهداء ثورة 25 يناير خارج أسوار أكاديمية الشرطة منذ الساعات الأولى من نهار أمس لحضور محاكمة الرئيس حسني مبارك، بعد أن فشلوا في حضورها لعدم حصولهم على تصريح مسبق بالدخول إلى جانب 90 من المحامين بعد أن اكتفت المحكمة بحضور 20 محاميًا. وارتفعت أصوات أهالي الشهداء بالتكبير والتهليل فور وصول الطائرة التي أقلت الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد أن عبروا عن شكوكهم خلال الأيام الماضية حول إمكانية حضوره من شرم الشيخ ورفعوا صورًا لأبنائهم الذين سقطوا بنيران قوات الأمن خلال أحداث ثورة 25 يناير. ومع دخول مبارك قاعة المحكمة تحولت الساحة المحيطة بأكاديمية الشرطة إلى ساحة للتراشق بالحجارة بين أهالي الشهداء وأنصار مبارك للذين القوا باللوم على أهالي الشهداء بالتسبب في وضعه في قفص الاتهام. وقالت أم الشهيد محمود رضا بفرحة وهي تغالب دموعها "المصريون": "شعرنا اليوم ولأول مرة أن حق أبنائنا لن يضيع هدرًا وأن أرض مصر التي ارتوت بدماء أبنائها ستقتص لهم ممن قتلوهم". لكنها عبرت عن حزنها لعدم السماح لها بالحضور، وأضافت: "نعتب على من منعونا من دخول قاعة المحكمة لرؤية قتلة أبنائنا فنحن أولى من أنصار مبارك، فلم يحضر من جميع أهالي القتلة سوى أربعة من أهالي الشهداء، لكن يكفيني أني رأيت مبارك وهو خلف قفص الاتهام، وأملي أن يمهلني القدر لأرى كل من قتلوا أبناءنا خلف الأسوار بل وعلى حبل المشنقة". وكان لافتًا حضور العشرات من أهالي ضحايا تفجيرات شرم الشيخ في 2005 والتي راح ضحيتها عشرات المصريين، بعد أن كشفت وثائق مسربة من جهاز أمن الدولة عن تورط حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وجمال مبارك نجل الرئيس السابق في الضلوع فيها. وطالب أهالي الضحايا بضم قضيتهم إلى قضية شهداء يناير، رافعين "شعارات كلهم شهداء مصر اقتصوا لشهداء شرم الشيخ". وقال علي عبد الواحد، شقيق أحد ضحايا تفجيرات شرم الشيخ: "جمعت رفات أخي أشلاء من كل مكان وحتى الآن لم أحصل على حقه، سواء بمعاقبة الجناة، كما لم يتم نفي تلك الوثيقة التي سربت إلينا من أمن الدولة". وأكد أنهم لم يحصلوا على التعويضات التي بلغت 15 مليون جنية وضعت في حساب صندوق الكوارث باسم رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف، وتابع: أصررت أن آتي اليوم من أجل مشاهدة قتلة أخي خلف الأسوار بعد أن جددت أحداث يناير أحزاننا.