لم يتوقف الهجوم على المشاركين في "جمعة الإرادة الشعبية" بميدان التحرير عند حد اتهام الإسلاميين بالتراجع عن اتفاق مزعوم بعدم رفع شعارات إسلامية خلال المظاهرة الأضخم منذ الإطاحة بنظام حسني مبارك، بل تعداه إلى إثارة الجدل حول إقدام البعض على رفع العلم السعودي الذي يرفع عبارة التوحيد، واستغلت العديد من القنوات والبرامج الفضائية هذا الأمر لتشويه صورة التيارات الإسلامية والحديث عن وجود تمويل سعودي للإسلاميين في مصر. وقال الدكتور ناجح إبراهيم، المنظّر الفكري ل "الجماعة الإسلامية" ل "المصريون"، إنه كان مشاركًا في مليونية الجمعة 29 يوليو ولم ير أعلام سعودية بميدان التحرير، عازيًا الجدل حول هذا الأمر بأنه نتيجة التباس حدث عند البعض، وهو أن علم السعودية به عبارة التوحيد والبعض كتب الكلمة على علم مصر كشعار إسلامي، فظن البعض أن هذا العلم السعودي. ونفى أن يكون هناك تمويل مقدم سعودي للإسلاميين في مصر كما يردد البعض، وتحديدًا للسلفيين، قائلا إن المملكة العربية السعودية منذ وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر على الولاياتالمتحدة وهي حذرة في التعامل مع الحركات الإسلامية وتمنع مواطنيها من التبرع لأي من تلك الحركات أيًا كانت. واعتبر أن إثارة هذا الأمر محاولة للتغطية على حجم الأموال المعلومة لدي الجميع والتي دخلت مصر وذهبت لتمويل للعديد من الحركات والائتلافات، كما أكد مصدر التمويل ذاته وكشفت عنه المصادر الأمنية لاحقًا. وفي المقابل قال إن الحديث عن تمويل أجنبي مزعوم للإسلاميين يهدف لتشويه صورتهم، عبر محاولة إيصال رسالة، أن "الجميع في الهواء سواء، وعلى رأي المثل الدارج: "لا تعايرني ولا أعيرك الهم طايلني وطايلك"، لكنه أكد أن مثل تلك الحملات غير مجدية لأن الحقيقة معلومة لدي الجميع، ومعلوم من يمول ولما، ومن هو على الحق؟. فيما كان للدكتور محمد أمام أستاذ العلوم السياسية بكلية الشريعة والقانون، عضو المكتب السياسي بحزب "الفضيلة" تفسير آخر وهو أن رفع العلم السعودي بميدان التحرير ربما كان من قبل مجموعة من السعوديين المتعاطفين مع الثورة المصرية، ولأن الميدان صار ملهما لكل شعوب العالم العربي والإسلامي. وأضاف أن العلم السعودي مكتوب عليه كلمة التوحيد، ومن الممكن أن تكون رفعت لافتات شبيهة بالعلم السعودي تحمل عبارة وقد يظن البعض أن رافعي هذه الأعلام ممولين من السعودية أو غيرها، لكن هذا يتنافى مع الواقع وغير صحيح علي الإطلاق، لأن السعودية تأخذ منحى ليبراليًا خلال السنوات العشر الأخيرة، وهذا أمر مشاهد ومحسوس لليبراليين في مصر. ورأى في إثارة تلك المزاعم محاولة من جانب البعض لخلط الأوراق وهي محاولات غير مقبولة بالمرة، وقال أن المزايدة علي التيارات الإسلامية عبر القول بأنها موجهة أو مدعومة من قبل السعودية غير مبرر بالمرة، نظرا لاختلاف التوجه السعودي والتيار الإسلامي المصري الذي يتجه للعودة لمرجعية الشرعية الإسلامية. وأضاف أنه بالرغم من وجود شكوك قوية حول أن تلك الأعلام رفعت من قبل بعض المحسوبين علي رجال الأعمال المعروفين من أجل تشويه صورة الإسلاميين وإيصال رسالة غير حقيقة حول فكرة وجود تمويل سعودي للإسلاميين، لكننا لن نتهم أحدا من هؤلاء برفع الأعلام، لأن هذا ليس من أخلاق الإسلاميين بأن يتهموا أحدا مهما كان، فالإسلاميون لا يشككون في وطنية أحد ولم يتهموا أحدا بدون دليل واضح وبينة. ووجه إمام أصابع الاتهام إلى "المغرضين" برفع تلك الشعارات والأعلام من أجل تشويه الإسلاميين كما حدث في الهجوم على قسم العريش حيث رفع المهاجمون رايات عليها كلمة التوحيد، وكما تكرر في العديد من فعاليات الإسلاميين، حيث يمكن أن يكون هذا الأمر مرتبا بغرض تشويه صورة التيار الإسلامي واستغلاله ك "فزاعة" في الداخل والخارج. بدوره، اتهم ممدوح إسماعيل، رئيس اللجنة العامة لحقوق الإنسان بنقابة المحامين بعض التيارات بأنها تحاول استغلال حدث رفع أعلام كتبت عليها كلمة التوحيد من أجل إرسال رسالة غير حقيقية عن فكرة وجود تمويل سعودي لتيارات إسلامية. وقال إن هذا الأمر غير صحيح لأن العلاقة بين المتظاهرين المصريين بكافة التوجهات والسعودية مضطربة سياسيا، وهذا معروف للجميع ولا تتعاون مع أي جماعات سياسية خارجية أو حتى داخليا، لذلك فهي أبعد ما تكون عن تمويل أي جهة أيا كانت. واعتبر أن تلك المحاولات تعكس خيبة أمل من جانب تلك التيارات التي عجزت عن إيجاد أي عيوب أو مشاكل ب "مليونية الهوية والإرادة الشعبية"، فيسعون إلى أن يتكلموا عن أي شيء غير واقعي أو منطقي بالمرة"، من أجل تشويه صورة الإسلاميين. وطالب الإسلاميين بالنأي بأنفسهم عن تلك الحملات والأقاويل وعدم إعارتها أي اهتمام، وأن يكثفوا جهودهم وعلمهم في عمل سياسي منظم وذكي ومبرمج ومتواكب مع العصر وآلياته، وأن يستخدموا خطابا سياسيا ممزوجا بالهوية والمنطق والمنطلق الإسلامي. وأشار إلى أن بعض الجهات الليبرالية التي تحاول أن ترمي التيارات الإسلامية بالباطل تهدف من ذلك إلى طمس الصورة النمطية والذهنية لدي الناس لهم والواضح فيما يتعلق بالحصول على تمويل من الخارج من أجل تحقيق أهداف وغايات تخدّم على مصالحهم الشخصية، فهم يعلمون أنهم ممولون من جهات أجنبية وذلك كان سببا في خلق أرضية مشوهة لهم، لذا فهم يحاولون أن يشوهوا صورة الإسلاميين.