شهدت بعض مساجد مدينة العريش، خاصة في الأحياء والأماكن البعيدة عن الشوارع الرئيسية توزيع بيان منسوب إلى ما يسمى ب "تنظيم القاعدة في شبة جزيرة سيناء" يطالب بأن تكون سيناء "إمارة أسلامية" يطبق فيها الشريعة الإسلامية، وهو البيان الأول من نوعه ويأتي في أعقاب الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت الجمعة وأدت إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم ضابطا جيش وشرطة فضلاً عن 19 مصابًا. تزامن توزيع البيان مع قيام مجموعة مسلحة باقتحام مستشفى العريش العام حيث تتواجد جثة الشاب الفلسطيني علاء المصري 19 عاما والذي قتل في أحداث عملية اقتحام مجموعات مسلحة لقسم شرطة العريش عقب صلاة الجمعة الماضية، وتمكن المهاجمون من اختطاف الجثة مستغلين عدم وجود إجراءات أمنية كافية على الجثة التي كان محتفظًا بها بثلاجة المستشفى دون حراسة كافية من الشرطة المصرية. وأكد محافظ شمال سيناء اللواء السيد عبد الوهاب مبروك، أنه بالفعل تم توزيع بيان صادر عن تنظيم يدعى "القاعدة في شبة جزيرة سيناء"، غير أنه استبعد أي وجود للقاعدة داخل سيناء. وقال: "أعتقد أن البيان تم توزيعه من قبل المجموعات المسلحة التكفيرية المتواجدة بسيناء ولا يوجد تنظيم للقاعدة في سيناء نهائيا". وأشار إلى أن الجماعات المسلحة تستغل حالة الوضع الأمني المتردي في سيناء حاليا، نافيا أن تكون ل "القاعدة" فرع في سيناء نهائيا، بحسب قوله. واتفق معه في الرأي مسئول بجهاز سيادي كبير بسيناء ومدير أمن شمال سيناء اللواء صالح المصري الذي قال إن تلك المجموعات تستغل الحالة الأمنية السيئة والانفلات الأمني في سيناء وتقوم بتلك العمليات القذرة، وهي تحاول أن تعلن عن نفسها فقط على أنها تعمل ضمن تنظيم "القاعدة". واعترف مدير أمن شمال سيناء بعملية اقتحام مجموعة مسلحة لمستشفى العريش العام في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء وقيامها بخطف جثة الشاب الفلسطيني علاء المصري الذي تسلل إلى سيناء عبر الأنفاق الحدودية، والذي شارك في عملية الهجوم على مقر قسم شرطة ثان العريش. وكانت مجموعات مسلحة شاركت في تظاهرات الجمعة الماضية دعت إليها الجماعات الإسلامية ثم قامت وبشكل مفاجئ بعمل استعراض عسكري مسلح وتم فيه إطلاق الرصاص بكثافة في قلب مدينة العريش وعلى تمثال للرئيس الراحل أنور السادات في محاولة لهدمة، وانطلقت تلك الجماعات وهى تسير في تظاهرات مسلحة بأكثر من 50 سيارة "لاندكروز" ذات الدفع الرباعي وهى مدعومة بأكثر من 150 مسلحًا يرتدون ملابس سوداء ويحملون أعلام سوداء كتب عليها عبارات: "سيناء إمارة إسلامية". وحاول المسلحون السيطرة على مقر قسم شرطة ثان العريش في معركة مع قوات من الشرطة والجيش استمرت لأكثر من 12 ساعة متواصلة وحتى الساعات الأولى من فجر السبت، وتم فيها إطلاق أكثر من 15 ألف رصاصة ومقذوف من أسلحة آلية رشاشة تعرف ب 500، وأسفرت عن استشهاد ضابطي شرطة وجيش برتبة نقب وأربعة مدنيين وإصابة 19 آخرين. وتمكن المسلحون من الفرار والعودة من حيث أتوا، وقاموا بالهجوم على محطة الغاز التي يتم تصدير الغاز منها إلى إسرائيل، والهجوم على ضريح الشيخ زويد، أحد المقامات المتواجدة في سيناء منذ أكثر من ألف عام ويزيد.