ذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعكف حاليا على تخفيف القيود التي تفرضها إجراءات مكافحة الإرهاب، لأنها تمثل عائقا أمام تسليم المعونات الضرورية لمواجهة أزمة المجاعة التي تضرب الصومال. وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، إلى أن هذا التحول يعكس حذر الإدارة الأمريكية حول أزمة الجفاف التي تضرب شرق ِإفريقيا، والتي تعتبر أسوأ أزمة تشهدها المنطقة منذ عقدين. ويعيش حوالي 2.2 مليون من أصل 3.7 مليون شخص تأثروا بأزمة المجاعة في مناطق بجنوب الصومال، تسيطر عليها حركة شباب المجاهدين الصومالية التي ترتبط بتنظيم القاعدة. واعتبرت الصحيفة أن ما يمثل عائقا كبيرا أمام وصول المساعدات إلى المتضررين الصوماليين هي القيود الأمريكية الحالية، حيث تواجه جماعات الإغاثة التي تمولها الولاياتالمتحدة دعوات قضائية إذا دفعت أي "ضرائب" أو "رسوم" لحركة الشباب على الشحنات الغذائية، واستشهدت الصحيفة بإشارت الجماعات الإنسانية إلى أن هذه القيود من جانب أمريكا لا تمثل سوى عبء زائد يضاف إلى الصعوبات الشديدة التي يواجهونها أثناء العمل في الصومال، والتي فيها قامت حركة الشباب بقتل وتهديد عمال الإغاثة الأجانب. ونسبت الصحيفة إلى شانون سكريبنير، كبير مستشاري السياسة للاستجابة الإنسانية في منظمة أوكسفام الأمريكية، تأكيده أن ما يجب أن يحدث هو أخذ جميع الجهات الفاعلة في الحسبان، المتمردون والحكومة الأمريكية والجهات المانحة، بضرورة رفع أي قيود تعوق تقديم المساعدات. ووفقا لخبراء في الصومال فقد شكل الموقف معضلة أمام إدارة الرئيس الأمريكي، فإذا تم تخفيف القيود المفروضة فمن الحتمي أن تقوم حركة الشباب باختلاس بعضا من مواد الإغاثة، لكن بوجود الآلاف القرويين معظمهم من الأطفال يموتون من الجوع وبتدفق عشرات اللاجئين عبر الحدود إلى مخيمات اللاجئين في كينيا وإثيوبيا، تظل الحاجة إلى رفع تلك القيود أمرا أكثر إلحاحا. وأثار كين مينخواس، الأستاذ بكلية ديفيديسون الأمريكية والخبير بالملف الصومالي، تساؤلا ماهيته، هل يمكننا التعايش مع بعض التسريبات للمعونات من أجل وقف المجاعة في الصومال؟ لافتا إلى أن خوف إدارة أوباما نابع من موقف المعارضة الذي يتهم بتمرير المساعدات الغذائية إلى الإرهابيين، لكن حسبما أفاد مينخواس تحصل حركة الشباب على معظم مواردها من مصادر أخرى مثل تهريب الفحم. وردا على ذلك نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف، تبريره أن قلق الولاياتالمتحدة أمر شرعي، عمال الإغاثة يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على العمل بطريقة تذهب فوائدها إلى المواطنين الضعفاء في الصومال وليس إلى حركة الشباب. وذهب المسؤول إلى أن عددا من المسؤولين أفاد بعدم وجود خلافات كبيرة داخل الإدارة بشأن تمديد الرخص لمساعدة جماعات الإغاثة للعمل في مناطق تقع تحت سيطرة حركة الشباب، لكن التفاصيل ستستغرق وقتا حتى يتم التوصل إلى صياغتها .