حذر القطاع الديني بوزارة الأوقاف من توظيف الدين في العمليات الانتخابية أو محاولة استغلال المساجد أو المنابر لأغراض انتخابية . وطالب القطاع في بيان صدر امس الاحد جميع الأئمة بعدم التفكير أصلاً في دخول أي انتخابات سياسية أو السماح باستغلال الدين لمكاسب سياسية، وأن يبذلوا أقصى جهدهم وطاقتهم في خدمة الدعوة إلى الله (عزّ وجلّ) بالحكمة والموعظة الحسنة , بعيدًا عن السياسة وصراعاتها فهم ملك للوطن جميعًا فينبغي ألا ينحازوا إلى أي فصيل فيه ، وألا يكونوا طرفًا في الاستقطاب السياسي. وأكد البيان ان الوزارة سوف تستبعد أي قيادة بالوزارة عن العمل القيادي بها إذا تقدمت للترشح للانتخابات أو ناصرت أي حزب أو أي مرشح أو شاركت في حملته الانتخابية, كما سيتم اتخاذ الإجراءات الحاسمة مع أي إمام يتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات ما يحول دون توظيفه لموقعه سياسيًا أو ما يؤدي إلى الخلط بين عمله الدعوي وتطلعاته السياسية، حرصًا على تكافؤ الفرص, وعدم إعطائه ميزة بسبب عمله. واضاف البيان انه “مع إقرارنا الكامل بالحق الدستوري وحرية الاختيار في ضوء القانون والدستور, فإننا في ضوء موقفنا الثابت من خطورة خلط الدين بالسياسة سوف نكون مضطرين أن نستبعد كل من يشارك بالسياسة”. ولفت الى أن المؤتمرات الشعبية التي تعقدها بعض أحزاب وجماعات ما يسمى بتيار الإسلام السياسي هي مؤتمرات انتخابية بالدرجة الأولى, وقد تستدعي إلى الذاكرة أحيانًا نموذج غزوة الصناديق مؤكدا أن على رجال النزال السياسي عليهم أن يعملوا وفق معايير ومقتضيات التنافس السياسي دون أن يزجوا بدين الله في الصراعات السياسية والحزبية ولا أن يتاجروا به لكسب أصوات العامة والبسطاء . وطالب البيان من الجميع أن يعوا الفرق الواضح بين العمل الخالص لله أو للمصلحة الوطنية الخالصة ابتغاء مرضاة الله وبين العمل لمصالح حزبية أو شخصية ، حتى لو أدت إلى الفرقة وتصنيف المجتمع إلى ملتزمين وغير ملتزمين أومتدينين وغير متدينين على أساس الولاء الحزبي أو التنظيمي لا أكثر ولا أقل ، مما يستدعي للذاكرة نماذج لا يحب أحد ولا يرغب أن تتكرر ، لما ألحقته بالوطن من مآسي مازالت آثارها ممتدة وماثلة أمام أعيننا .