قررت الحكومة الأسترالية أمس، وبصورة مفاجئة، تعليق تصدير الماشية الحية لمصر بعد ساعات من إذاعة الشبكة التاسعة للتلفزيون الأسترالي فيلما عن مجزر البساتين في القاهرة، عرض لقطات تظهر القائمين على المجزر يقومون بفقء أعين الماشية وتقطيع أوتار عضلاتها قبل الذبح لشل حركتها وتسهيل عملية الذبح. واعتبر مقدم البرنامج أن معاملة الماشية بهذه الطريقة مخالفة للقانون الاسترالي، فيما أكد وزير الزراعة الاتحادي الاسترالي بيتر ما كجوران انه سيرسل مسئولا استراليا لمصر لبحث هذا الأمر. وأضاف أن الحظر مؤقت لحين التأكد من أن الماشية الاسترالية لا يساء معاملتها في المجازر المصرية. وأكد الوزير أن الماشية التي شوهدت في الفيلم ليست أسترالية لأن الصادرات الأسترالية لمصر عبارة عن عجول مخصية في حين أن الصور التي عرضت كانت لثيران غير مخصية، كما أكد أيضا وجود مراقبين مستقلين في المجازر المصرية يعملون على مدار 24 ساعة لمراقبة ذبح الماشية الاسترالية. من جانبه، أكد كبار مصدري الماشية الأسترالية لمصر أن الحيوانات التي عرضت في الفيلم ليست استرالية، لكن مايك هوراد مدير عام صادرات اللحوم والماشية الحية الاسترالية اعتبر أن بعض المجازر المصرية ليست على المستوي المطلوب. وأكدت مصادر مطلعة ل" المصريون" أن عرض الشبكة التاسعة للتلفزيون الاسترالي لهذا الفيلم المفبرك إنما يأتي في سياق ضغوط أسترالية على مصر لفتح الأسواق المصرية أمام الصادرات الغذائية الاسترالية، وكذلك التغاضي عن الشروط الصحية التي تفرضها مصر لضمان سلامة تلك الواردات. وكشفت المصادر سرا أخر عن إثارة قضية إساءة معاملة الحيوانات الاسترالية في هذا التوقيت بالذات قائلة إن إثارة هذه القضية جاء بعد يومين فقط من إعلان الهيئة العامة لتوريد السلع التموينية عن مناقصة عالمية لتوريد 60 ألف طن متري من القمح الأمريكي والكندي والبريطاني والفرنسي وكذلك الإعلان عن استيراد 60 ألف طن قمح روسي وهو الأمر الذي أثر بشكل كبير على الصادرات استراليا من القمح لمصر ، حيث كانت أخر صادرات استراليا لمصر 180 ألف طن قمح في 11 فبراير الحالي وكانت تطمع أن تفوز أيضا بتلك المناقصة. ولم تستبعد مصادر مصرية ضلوع جهات أجنبية وراء عرض هذا الفيلم بهدف التلاعب في أسعار اللحوم الحمراء في مصر خاصة بعد انتشار مرض أنفلونزا الطيور والتوقف عن تناول الدواجن. وعلقت بعض المنظمات الإسلامية في استراليا على قرار حظر تصدير الماشية الحية بزعم إساءة معاملتها بأن أطفال العراق وفلسطين يأملون أن يعرض التلفزيون الاسترالي فيلما يصور المعاملة اللانسانية التي يلقونها من الاحتلالين الأمريكي والإسرائيلي.