وكأن أجهزة الأمن في مصر بحاجة إلى نصائح الإعلاميين أحمد موسي ويوسف الحسيني للتضييق على المتظاهرين والطلاب والشباب المناهض للنظام وقمع تحركاتهم, ليطالبا المتظاهرين يوم 28نوفمبر واصفين تلك الظاهرات التي دعت إليها "الجبهة السلفية" بالإرهاب. وفي برنامجه "على مسئوليتي" عبر فضائية "التحرير"، طالب أحمد موسى، الشرطة بقتل كل من يشارك في مظاهرات 28نوفمبر، قائلاً: "عايز أسمعه كلام يليق بالرد، لو مليون نزلوا في اليوم دا يتقتلوا، مش عايز حد يتقبض عليه، اقتل لو سمحت مش عايز حد صاحي منهم". وأضاف: "على الداخلية أن تواجه وتواجه بعنف ارجعوا زي ماكنتوا في التسعينيات, وشوف يا سيادة اللواء إبراهيم المخابرات كانت بتشتغل في التسعينيات"، وتابع: "اللي موجود ده إرهاب مش مظاهرات, اشتغل زي ماكانوا بيشتغلوا". وخلال مداخلة معه، دعا الفنان هاني شاكر، إلى قتل المعتقلين، بدلاً من حبسهم، وقال: "إلى متى سنبقى نعرض صور المعتقلين على شاشات الإعلام.. نريدهم ميتين"، مطالبًا الدولة المصرية بإعلان "الحرب بشكل رسمي بدون تحقيقات"، الأمر الذي أيده موسى، قائلاً: "لا نريد قانونًا، ولا نريد أن نسمع كلمة القانون، نحن دولة لن تلتزم بالقانون". لم يكن موسى وحده الإعلامي المحرض على قتل المتظاهرين، بل شاركه عدد من الإعلاميين ما لبثوا أن بدأوا حملتهم التحريضية ضد المتظاهرين قبيل عزل الرئيس محمد مرسي، وحتى اليوم، وأبرزهم توفيق عكاشة مالك قناة "الفراعين" ويوسف الحسيني وعمرو أديب. وقبل شهور من الآن، وإبان العدوان على قطاع غزة، تحول توفيق عكاشة، مالك قناة "الفراعين" إلى بطل في الإعلام الإسرائيلي عندما أشاد بقتل إسرائيل مئات من الفلسطينيين، قائلاً "أنا برفع القبعة لإسرائيل وبقول لجيش وشعب وقيادة إسرائيل أنتم رجال، اتخطف منكم 3واتقتلوا موتوا قدامهم 300 ولا معرفش كام، ولا يموتوا زي ما يموتوا". يوسف الحسيني، المذيع بقناة "أون تي في" لم يجد غضاضة في التحريض على قتل الآلاف من "الإخوان المسلمين" إبان اعتصامهم في "رابعة" و"النهضة" قبل فض الاعتصامين بالقوة في 14أغسطس من العام الماضي، عندما خرج في برنامجه قائلاً: "الإخوان لازم يتشنقوا بلا حقوق أنسان بلا كلام فاضي". من جانبه، أكد الخبير الإعلامي بشير العدل أن الإعلام في أي دولة متقدمة أداة للتمييز وليس للتدمير والمفترض على الإعلامي أن يكون محايدًا في نقل الصورة ويوضح للمشاهد كيفية تقدير الموقف، أما الرسائل المحرضة على المتظاهرين المعارضين للنظام تنتشر في الدول الديكتاتورية. وأشار إلى أن الإعلاميين حاليًا هم نشطاء صحفيون وليسوا إعلاميين، فهو يشتغل سياسة ولا يعمل بالإعلام، لافتًا إلى أن من حق الجميع أن يتظاهر للمطالبة بحقه طالما التظاهرات تلتزم السلمية ولا تستعمل السلاح.