أصدر المجاهد الكبير الشيخ حافظ سلامة ، قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر بيانا جديدا إلى الأمة ذكرها فيه بالظروف التي فجرت ثورة يناير والمطالب الأساسية التي من أجلها قامت محذرا من لعب بعض الأطراف بالنار وإساءتها إلى نصاعة ثوب هذه الثورة المباركة ، وأكد في بيانه على احترامه وتقديره لموقف المجلس العسكري من الثورة وأنه شريك فيها رغم بعض المآخذ عليه في بعض القضايا ، وطالب القوى الوطنية للتوحد حتى إنجاز أهداف هذه الثورة ، وأضاف سلامة في بيانه الذي أصدره تحت عنوان : (اللاعبون بالنار .. ثورة بيضاء شهد بها العالم ودنسناها) ، ووصلت المصريون نسخة منه : قبل أن تقوم ثورة 25 يناير عاشت مصر قرابة ستون عاماً بالحديد والنار تحكم بالقوانين التى أطلق عليها ( سيئة السمعة ) وتكممت الأفواه تحت ضغوط هذه القوانين والمحاكم غير الشرعية والمبتكرة ( مدعى اشتراكي – محكمة القيم – محكمة الطوارئ – محكمة – محكمة – محكمة ) وقانون الطوارئ الذى امتد إلى ما لانهاية وضغوط جهاز أمن الدولة بزج الأبرياء إلى السجون والمعتقلات دون أحكام القضاء التى لم يعتد بها حتى ظل المعتقل أكثر من عشرون عاماً باستبداد مباحث أمن الدولة دون رقيب ولا استغاثة لمن يستغيث . وفجأة قامت ثورة 25 يناير بداية بتوجهها إلى وزارة الداخلية مستنكرة فى عيد الشرطة هذه الانتهاكات وخاصة الأبرياء الذين زج بهم فى السجون والمعتقلات . وتفجرت هذه الثورة عندما أطلقت الذخيرة الحية على مواطني محافظة السويس فانقلبت هذه الثورة البيضاء بعد إراقة الدماء الذكية إلى حمراء منتنة وكان الصراع بين أبناء هذا الشعب الوفي المخلص الذى أراد من ثورته السلمية التعبير عما فى صدور كل مصري نحو ما تعانيه مصرنا العزيزة من استبداد وطغيان وسرقة لثروات شعب وتأخرت مصر اقتصادياً ومعنوياً وأخلاقيا وأصبح شعارنا الاستبداد والطغيان من العصابات الحاكمة حينذاك التى أرادت أن تعكر صفو هذه الثورة السلمية الناصعة بإطلاق سراح المجرمون والبلطجة فقط من السجون والمعتقلات وصدور الأوامر العليا بتصفية هذه الثورة بإطلاق الذخيرة الحية بعناية خاصة إلى صدور الشعب دون أى جريمة أرتكبها إلا أنه كان ينادي بالتغير ضد النظام كله . فو الله عندما كنت اطلع على محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة كنت أشعر بالحزن والأسى لأن جميعها دلت على أن هناك أوامر عليا صدرت بتصفية هذه الثورة فى الحال بإطلاق الذخيرة الحية إلى صدر كل مصري يمر أمام أى قسم من أقسام الشرطة ويا للأسف التى كان واجبها حماية الشعب وليس قتل الشعب إن الأدلة واضحة وضوح الشمس فى وضح النهار تأخير القصاص من القتلة أفقد الثقة فى حراس هذه الثورة وافقد معها الأمن والأمان وسادت الفوضى فى البلاد . إنني أقولها بكل أمانة وإخلاص لا محابة مني للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وإن بيني وبينهم أحاديث كثيرة ولكن هذا لا يمنعني أن أقول أن هناك تقصير من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولكن هذا لا يجعلني أنكر أن المجلس الأعلى لقوات المسلحة هو الذى وقف وقفته التاريخية بأنه صرح فى أول بيان له يوم 28 يناير بعد أن ساءت حالة البلاد بقتل الأبرياء وتخلي جهاز الشرطة عن مواقعهم وإطلاقهم سراح البلطجية والمجرمون للإساءة إلى ثورتنا البيضاء وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة التزم منذ نزوله إلى الشارع بالا يطلق رصاصة واحدة إلى صدر أى مصري وتدخل رجال العهد البائد ويا للأسف بعد معارك إطلاق الذخيرة الحية بموقعة الجمال والخيول لقتل الأبرياء والمعتصمين بميدان التحرير والذين لم تنطلق منهم ولا قطعة حجارة واحدة إلى أى مبنى محيط بميدان التحرير . ومما يأسف له غاية الأسف أن تنظيمات وأحزاب كثيرة اعترضت قبل قيام الثورة يوم 25 يناير باستنكار هذه الثورة وخروجها على الشرعية وهذا مدون بالصوت والصورة لهم كما قامت أحزاب كثيرة لا نعرف مسمياتها ولا أهدافها ولا برامجها فاختلط الحابل بالنابل وتدفقت الدولارات لتصفية هذه الثورة المباركة وتشويهها . كما رأينا كل جماعة أو حزب منهم له طموحات وأهداف مستوردة بأفكار غير وطنية ولا خالصة لله تبارك وتعالى وأصبحت مصر ويا للأسف مصرحاً لكل من هب ودب وبعد ستة أشهر من هذه الثورة المباركة رأينا التخريب والتدمير والاعتداءات بين المصري وأخيه المصري ولحساب من يكون ذلك . أولاً: أقول لكل مصري حر يبتغى وجه الله والعزة والكرامة لشعب مصر أن تتوحد جميع الجهود فى مركبة واحدة إذا كنا فعلاً مخلصون لمصرنا العزيزة بعيداً عن المؤامرات المستوردة من الخارج فواجبنا أن نكشف للشعب أبعاد هذه المؤامرات ونقول بكل أمانة وإخلاص لمثيري هذه الفتن الذين يطالبون بحل المجلس الأعلى للقوات المسلحة والشرطة والقضاء والنيابات ومجالس الوزراء هلاّ أجتمع المخلصون منا وطرحوا كل قضية من هذه القضايا وكيف يكون البديل للحل لمصلحة مصر يقوم بهذا التغير السنا فى حاجة يا قوم إذا كنا فعلاً مخلصون لمصر ومستقبل شعب مصر فى ظل الأحوال السيئة التى نعيشها بعد ستة أشهر من الثورة المباركة أن نضع أيدينا فى أيدي بعض ونعاهد الله ثم الشعب لإنقاذ مصر أولاً حتى نقف جميعاً على الطريق المستقيم لبناء مصر ما بعد 25 يناير ولا أحد فى مصر فوق القانون . ومن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد يا قوم إن مستقبل مصر أمانة فى رقابنا جميعاً ولننسى أنفسنا ونعاهد الله للوفاء لمصر وشعب مصر ولتحيا مصر حرة مستقلة والله أكبر والعزة لله حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس ورئيس جمعية الهداية الإسلامية