لقي شاب فلسطيني مصرعه وأصيب شقيقه جرفتهما السيول في منطقة الأغوار الشمالية، شمال شرقي الضفة الغربية، بحسب رئيس بلدية منطقة "المالح والمضارب" عارف دراغمة. وقال دراغمة، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إن المواطن عدي السلامين عثر عليه ميتا، فيما أصيب شقيقه بجراح نقل على إثرها للعلاج. وأضاف دراغمة أن السلامين كان يعمل على رعي الأغنام عندما جرفه سيل ماء، نتيجة هطول أمطار غزيرة مفاجئة. ولفت دراغمة إلى أن السيول تسببت بنفوق عشرات الأغنام، وتدمير محاصيل زراعية، وتخريب ممتلكات. وكانت الأرصاد الفلسطينية قالت أمس إن الأراضي الفلسطينية تشهد الإثنين مرتفعًا جويًا وانحسارًا للأمطار، التي بدأت منذ مساء السبت، إلا أن منطقة الأغوار شهدت هطول أمطار غزيرة، بحسب دراغمة. وتفتقر منطقة الأغوار للبنية التحتية حيث يقطن السكان بيوتا من الصفيح والخيم، وتمنعهم إسرائيل من البناء بحجة أنها أرضٍ عسكرية. ويسكن في الأغوار، نحو 10 آلاف فلسطيني في بيوت من الصفيح، وخيام، وتمنعهم إسرائيل من تشييد المنازل، ويعتمدون في حياتهم على تربية المواشي والزراعة، بحسب سكان محليين، ومسؤولين فلسطينيين. وتنظر إسرائيل إلى هذه المنطقة كمحمية أمنية واقتصادية، وتردد أنها تريد أن تحتفظ بالوجود الأمني فيها ضمن أي حل مع الفلسطينيين، لكن الفلسطينيين يقولون إنهم لن يبنوا دولتهم من دون الأغوار، وهو ما ترفضه إسرائيل. وعادة ما تقوم إسرائيل بمنع الفلسطينيين من البناء أو التوسع في المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو، بحجة أنها أراضٍ إسرائيلية. ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق "أ" و"ب" و "ج". وتمثل المناطق "أ" 18% من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيا وإدارياً، أما المناطق "ب" فتمثل 21% من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية. أما المناطق "ج" والتي تمثل 61% من مساحة الضفة تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية بها.