إنها جريمة في حق العلم الوطني المصري.. وفي حق ألوان العلم المصري الذي يرمز لمصر والمصريين.. جريمة وطنية تم ارتكابها على الهواء مباشرة على ملعب إستاد القاهرة الدولي مساء السبت 15نوفمبر أمام عشرات الآلاف من الجماهير المصرية.. وأمام أعين العالم عبر البث المباشر وفي حضور رئيس الوزراء أيضا.. أمام هذه الجريمة الوطنية بكل المقاييس، يصبح الحديث عن التحليل الفني لمباراة مصر والسنغال مجرد هراء لا فائدة له، ولا طائل من ورائه.. فعندما يفتقد مسؤولو منتخب مصر الوطني الحد الأدنى من الشعور الوطني فتلك قضية كبرى تستحق العرض على النائب العام وليس أقل من ذلك.. ألوان العلم المصري رمز الوطنية المصرية والتي نعتز بها جميعا والذي كان حاضرا بقوة في كل اجتماعات وفاعليات ومليونيات الشعب المصري بداية من أمم إفريقيا 2006.. هي الأحمر والأبيض والأسود.. ولذلك فإن الزي الرسمي للمنتخبات المصرية في كافة الألعاب وعلى مستوى مختلف المراحل السنية هو (تي شيرت أحمر- شورط أبيض- جورب أسود).. هذا هو الزي الأساسي للمنتخب الوطني المصري.. وعندما يلعب خارجا أو في البطولات المجمعة عندما يتعارض الزي الوطني مع زي المنافس.. يختار المسؤول الإداري في الاجتماع التقليدي الذي يسبق المباراة اللون الاحتياطي- وهو ما لا نجادل فيه أبيض كان أو اخضر أو كحلي- لكن عندما نلعب على أرضنا ووسط ملعبنا كيف لنا أن نتخلى عن ألوان العلم الوطني المصري لنلعب باللون الاحتياطي لمنتخب مصر ( الأبيض)؟.. إنها جريمة إهانة ألوان العلم الوطني المصري.. ثم تكون المفاجأة الكبرى التي قيلت في تبرير هذا التغيير لألوان الزي الوطني هو التفاؤل والتشاؤم! ما هذا الهراء؟ وما هذه الخزعبلات التي تحكم فكر ومنطق مسؤولي المنتخب المصري لكرة القدم؟ وهل يشعر لاعبو مصر الدوليين لاسيما المنضمين حديثا لتشكيلة المنتخب بأي أهمية وهم يلعبون بغير ألوان علمهم الوطني ( وتي شيرت المنتخب الوطني الأساسي).. سيظن البعض أن هذه قضية هامشية أو جانبية أو غير ذات أهمية.. عند تحليل مباراة مصر والسنغال ، ومجمل أداءنا الهزيل في التصفيات – غير المؤهلة لأمم إفريقيا- لأنها مؤهلة لمن يستحق التأهل فقط! والحقيقة أنها أكبر قضية تحكم طريقة تفكير القائمين على المنتخب إداريا وفنيا وإشرافا واتحاد كرة أيضا.. إن أيا من هؤلاء كان من واجبه إيقاف تلك المهزلة التي تهين رمز الوطنية المصرية.. وإن مرت هذه الجريمة في حق العلم المصري دون محاسبة ومساءلة رادعة.. فلا تلوموا بعد ذلك من لا يقف احتراما لعزف النشيد الوطني في الإستاد.. أو لو كان المدير الفني يفضل أن يعزف بدلا منه "مشربتش من نيلها" لأنه يتفاءل بها أكثر.. ولأن عزف السلام الوطني المصري يتكرر في كثير من المباريات التي خسرناها مثل مباراة غانا (1-6).. الوطنية لا تتجزأ يا سادة.. وشعاراتها لا تتجزأ.. وجريمة الإهانة العلنية ثابتة.. والسكوت عنها مشاركة فيها.. احترام شعار الوطنية المصرية من ثوابت المجتمع فمن يتجاوزها فلا تسأله بعد ذلك عن إهدار كرة هنا.. أو "قلش" كرة هناك..
* عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي * عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد العالمي للإبداع الفكري والأدبي