نددت "الجماعة الإسلامية" بما قام به بعض المتظاهرين في ميدان العباسية والإسكندرية، وأكدت وقوفها بقوة مع كافة أبناء الشعب المصري في وجه أي دعاوى أو محاولات لإحداث الصدام بين الشعب والجيش. وحددت الجماعة في بيان على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مطالب شددت على ضرورة اتخاذ قرارات عاجلة بشأنها، لمنع حدوث أي قلق واضطراب داخلي بالبلاد، وهي التأكيد على إجراء الانتخابات في موعدها ووضع جدول زمني لذلك، مع إصدار مرسوم بقانون لحرمان جميع أعضاء الحزب "الوطني" المنحل من ممارسة العمل السياسي لمدة 5 سنوات، لدورهم في إفساد الحياة السياسية، وكذلك تفعيل قانون الغدر. وطالبت الجماعة، جموع الشعب بالنزول إلى ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل، للتأكيد على التلاحم بين الشعب والجيش وفضح المتآمرين الذين يحاولون الوقيعة بين الشعب والجيش مع التأكيد على تقديرها للثوار الحقيقيين أصحاب الأغراض النبيلة والنوايا الحسنة. وأعادت الجماعة نفيها التام ل "الشائعات المغرضة" التي يروج لها البعض حول عزمها فض اعتصام التحرير بالقوة، ما قالت إنه يتناقض تمامًا مع سياسة التواصل والتحاور والتعاون التي تنتهجها الجماعة في المرحلة المقبلة. من جانبه، رأى حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن "الإخوان المسلمين"، أن أحداث العباسية وقعت نتيجة حالة الاحتقان التي يمر بها المجتمع المصري، في أعقاب نجاح ثورته المباركة، وهي الحالة التي أدت إليها شعور بعض قطاعات المجتمع بالبطء في تنفيذ إجراءات التطهير ومحاسبة المسئولين عن الفساد الذي استشرى في البلاد خلال العقود الماضية . وأوضح في بيان حصلت "المصريون" على نسخة منه، إنه لا يشك في وطنية كافة الأطراف سواء الداعية إلى التحرك صوب المجلس العسكري أو الرافضة لذلك، رافضًا تخوين أي طرف، أو الطعن في وطنيته وحرصه على مصلحة هذا الوطن. وشدد الحزب على أهمية التوافق والتآزر بين كافة الأطراف خلال هذه الفترة بالتحديد لتجاوز هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، على أن يحتوي هذا التوافق كافة القوى السياسية والمواطنين، مع ضرورة التعاون للوصول بالبلاد إلى بر الأمان باعتباره المحرك الوحيد لكافة الأطراف بعيدًا عن أي مصالح خاصة أو رؤية سياسية محدودة. وأبدي الحزب أسفه لوقوع هذا العدد من المصابين في مواجهات مع طرف يحمل نفس التوجه الوطني رغم اختلاف الرأي وتقدير الأمور، وهي "مواجهات لم تزد الوضع بالطبع إلا تأزمًا وحساسية". وثمن الحزب في هذا الإطار دور المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان درع الحماية لثورة الشعب المصري، وفي نفس الوقت قال إنه لا يشكك في وطنية الداعين إلى التحرك إلى مقر المجلس للضغط عليه لحثه على الإسراع في خطى الإصلاح . ودعا الحزب كافة الأطراف إلى ضبط النفس، والسعي إلى الوصول إلى نقاط اتفاق مشتركة، حتى تمر البلاد من هذه الأزمة، ويصل الشعب المصري "الذي قام بثورة شهد لها العالم" إلى إقامة مجتمع ديمقراطي حر قوي يتطلع إليه كافة المخلصين من أبناء هذا الوطن العظيم.