قال فريق بحثى ألمانى أمريكيى مشترك إن دواء "مارافيروك" (Marviroc) الذى يستخدم كمضاد لفيروس العوز المناعي البشري المكتسب (الإيدز)، أثبت فاعليته فى وقف نشاط الفيروس من خلال الاتصال الجنسي. وأوضح الباحثون بجامعتى "أولم" الألمانية و"كاليفورنيا" الأمريكية، فى دراستهم التى نشروا تفاصيلها اليوم الخميس، فى مجلة "العلم لطب الترجمة"، أن البروتينات الموجودة فى السائل المنوى للرجال، التى تنقل الفيروس من الشخص المصاب بالإيدز إلى شريكته فى العلاقة الجنسية، تقلل من فاعلية علاجات مضادات الفيروسات وتعزز انتقال العدوى بالإيدز، لكن دواء "مارفيروك" تغلب على هذه العقبة. وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام الباحث "أنوفريو زيرافي" بجامعة "أولم" الألمانية وزملاؤه بزراعة خلايا فيروس الإيدز في المختبر، بطريقة تشبه الانتقال الجنسي للفيروس، حيث تم تخفيف السائل المنوي المحتوى على الفيروس، بالسائل المأخوذ من الأعضاء التناسلية للأنثى؛ وأظهرت النتائج أن مضادات فيروس الإيدز تفقد فاعليتها في وجود السائل المنوي. لكن الباحثين أشاروا إلى أن دواء "مارفيروك" (Marviroc) أثبت فاعليته فى تثبيط نشاط الفيروس حتى في وجود السائل المنوي. ويستخدم هذا الدواء بالفعل في العيادات لعلاج فيروس الإيدز، حيث أظهرت قدرته على منع انتقال الفيروس عن طريق المهبل في الفئران. وحصل العقار على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فى عام 2007، كأول دواء فى قائمة الأدوية المضادة للفيروسات. ونصح الباحثون، باختبار علاجات فيروس الإيدز المستقبلية فى المختبر، لقياس مدى فاعليتها فى وجود السائل المنوى، لضمان نجاحها فى وقف نشاط الفيروس. والإيدز هو فيروس يصيب خلايا الجهاز المناعي البشري، ويؤدي إلى إتلاف أو إعاقة وظيفتها، ولا تظهر على المصاب أية أعراض في المراحل الأولى من العدوى، لكنه يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي مع تطوّر العدوى. وقد يحمل المصاب العدوى طوال 10 أعوام إلى 15 عاماً قبل أن تظهر عليه أعراض الأيدز، ويمكن أن تمتد تلك الفترة إذا ما تعاطى المريض الأدوية المضادة للفيروسات. وينتقل فيروس الأيدز من خلال الاتصال الجنسي الكامل، وعملية نقل الدم الملوّث بالفيروس وتبادل الإبر الملوّثة به، ويمكنه انتقاله أيضاً من الأم إلى الجنين أثناء فترة الحمل أو خلال الولادة أو عن طريق الرضاعة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 35.3 مليون شخص متعايش مع فيروس الإيدز حتى عام 2012، كما أن ما يقارب 10 ملايين شخص تلقوا علاجات مضادة للفيروسات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط فى العام ذاته.