عقد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماعا ثلاثيا في العاصمة عمان، مساء الخميس لبحث سبل إعادة الهدوء وإزالة أجواء التوتر في القدس، إضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقا لمصادر دبلوماسية. وقالت المصادر لوكالة الأناضول إن كيري سيعقد مؤتمرا صحفيا فور انتهاء اللقاء ليعرض نتائج لقاءاته بالمسؤولين في الأردن. وكان الديوان الملكي قد اعلن في وقت سابق اليوم عن اللقاء، مبينا أنه يأتي متابعة للجهود الكبيرة التي يبذلها الملك حفاظا على القدس والمقدسات فيها، خصوصا الحرم القدسي والمسجد الأقصى، وفي إطار الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، والإجراءات والاتصالات واللقاءات المكثفة التي يجريها الملك مع الأطراف الإقليمية والدولية المؤثرة. ومن جهته، قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتس أن الاجتماع الثلاثي يهدف إلى تهدئة الأوضاع في مدينة القدس والمسجد الأقصى. وبث مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صورة للاجتماع ظهر فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يتوسط العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وقال شتاينتس لإذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، "يجب أن نرى ما يمكن عمله سويا لكي يفهم بعضنا البعض، للتوصل إلى تفاهم بين الأردن وإسرائيل وتهدئة الأوضاع في القدس وجبل الهيكل(المسجد الأقصى) ". وأضاف" اعتقد أن حقيقة عقد الاجتماع هو عنصر تهدئة". وكان نتنياهو اجتمع للمرة الأخيرة مع كيري في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي فيما أعلن انه تحادث هاتفيا الأسبوع الماضي مع العاهل الأردني. ويأتي انعقاد الاجتماع في أعقاب استمرار التوتر في مدينة القدسالشرقية بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص اثر فرض قيود على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى في وقت تسمح فيه الشرطة للمستوطنين الإسرائيليين باقتحام المسجد وبحمايتها. وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرانوفيتش أعلن في مقابلة مع المحطة الأولى من التلفاز الإسرائيلي مساء أمس الأربعاء انه ينوي تثبيت أجهزة فحص الكترونية على بوابات المسجد الأقصى. وقال الوزير الإسرائيلي"ننوي تثبيت أجهزة فحص الكترونية في جبل الهيكل(المسجد الأقصى) ، لقد تمت إزالتها في العام 2000 وأنا سأعيدها ، من اجل فحص الناس وإغراضهم الشخصية". وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يشير بذلك إلى حادثة اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ارئيل شارون في شهر سبتمبر/أيلول عام 2000 للمسجد الأقصى ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وأثارت تصريحات اهرانوفيتش استياء الفلسطينيين. فقد عبرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه ل"الأناضول" عن" قلقها الشديد إزاء نهج الاحتلال تجاه المسجد الأقصى والمصلين فيه ". وأكدت "رفضها القاطع لهذا المشروع الذي يعطي الاحتلال الصلاحية في التحكم بحركة الداخلين إلى الأقصى وكأنه صاحب السيادة العليا فيه" وقالت"لا صلاحية للاحتلال في المسجد الأقصى "وأضافت" إن أهل الأقصى ومناصريه لا ولن ينتظروا إذنا من أحد حتى يعمُروه".