نظمت أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الأمريكية الجمعة، للمطالبة بالإفراج عن الشيخ المعتقل منذ 18 عامًا بالولاياتالمتحدة أو تسليمه لمصر لإتمام مدة محكوميته. وقامت أسرة الشيخ وطلابه من أعضاء الجماعة الإسلامية بأداء صلاة الجمعة علي مقربة من مبنى السفارة الأمريكية بجاردن سيتي، أعقبها ترديد هتافات تدعو الإدارة الأمريكية إلى إطلاق الشيخ إذا كانت جادة في إقامة علاقات طيبة مع العالم الإسلامي. ولوحت أسرة الشيخ على لسان نجله محمد الشهير ب "أسد" بالدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر السفارة الأمريكية في حال استمرار تجاهل واشنطن للنداءات المتكررة لإطلاق سراح الشيخ. واتهم أجنحة داخل الإدارة بعرقلة إطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن، خاصة وأن إدارة الرئيس السابق جورج بوش السابقة أبلغت مصر وقطر استعدادها لتسليمه في حال مخاطبة الحكومة المصرية لها. وجاء ذلك في الوقت الذي اتهم فيه جهات أمنية مصرية وصفها بأنها من فلول النظام السابق بوضع العراقيل أمام إطلاق سراح الشيخ، سعيًا للثأر منه، وهو ما يجعلها تعيق تقدم مصر بتسليم طلب رسمي لإعادة الشيخ، مؤكدا أن ملفه حاليا في عهدة قسم التعاون الدولي بوزارة العدل. ووقفة الجمعة هي الأحدث ضمن سلسلة من الفعاليات التي نظمتها أسرة الشيخ وأعضاء "الجماعة الإسلامية" على مدار الشهور الماضية للمطالبة بإطلاق سراحه، خاصة وأنه يعاني من تدهور ظروف صحية، إلا أن تلك الدعوات لم تجد صدى حتى الآن على المستوى الرسمي. وأوضح "أسد" أن والده، الذي ناهز الثالثة والسبعين عاما، فضلا عن أنه كفيف البصر ويعاني من عدة أمراض منها السكر والضغط ولا يشعر بأطرافه ولا يتحرك إلا على كرسي متحرك، موجود الآن في زنزانة انفرادية منذ 18 عاما لا يكلم أحدا ولا يكلمه أحد ويخدم نفسه في كل شيء حتى في غسل ملابسه. والشيخ عمل في السابق مدرسًا بجامعة الأزهر، متخرج من كلية أصول الدين بالقاهرة في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيدًا بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعًا. أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل، واستمرت المضايقات على هذا الحال، حتى تم اعتقاله في 13/10/1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر عام 1970. وبعد الإفراج عنه، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرض له بعد خروجه من السجن إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم، فتمكن من الحصول على الدكتوراه، وكان موضوعها؛ "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا انه مُنع من التعيين. واستمر المنع حتى صيف 1973 حيث استدعته الجامعة وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث بالكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات بالرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر. وفي سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2/10/1984. سافر إلى الولاياتالمتحدة ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. أعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها "الجماعة الإسلامية" بمصر عام 1997.