ما أثار انتباهى والكثيرين من المهتمين بالشأن المصرى داخليا وخارجيا أن ما حدث فى مصر هو ثورة رائعة ومبهرة بكل المقاييس لا أحد ينكر ذلك ولا يستطيع وما من شك فى هذا، لكن السؤال الذى يطرح نفسه بقوة منذ فترة هو هل حدث التغيير المطلوب، هل حدث التغيير الذى تتشده ونريده جميعا، أو حتى ما يريده الآخرون لمصر محبيها وكارهيها، وأجزم أنه لا يوجد أحد فى العالم يكره هذا البلد والا لما تكالب عليها الأعداء على مر العصور ما بين محتل ومستعمر، الغرب جميعا له نفس النظرة، وأنا كواحد من المهتمين بشأن هذا البلد كمواطن مصرى أفخر بهذه الوطنية والانتماء أولا، وكمراقب للأوضاع الجارية فى مصر ثانيا، وقد أشرت الى هذا الموضوع فى مقال سابق، وذكرت أنه لم يحدث الكثير، نعم حدث تغيير وتغيير كبير ولكن ما نريده كمصريين أكبر مما حدث والمشكلة تكمن فى أن المتنفذين فى الأمر الى هذه اللحظة معظمهم من النظام السابق أو محسوبين عليه وأن هؤلاء كانوا يتحركون بالريموت بناء على توجيهات صاحب المعالى أى كان موقعه وان جنح كثير منهم وتحولوا الى ثوار أكثر من الثوار أنفسهم ولكن العقلية الحاكمة لديهم وأسلوب الادارة لديهم ماذال يوحى بأنهم الى هذه اللحظة يعيشوا بنفس الطريقة ونفس أسلوب الادارة ونفس الفكر ونفس المنطق وهو الهجوم على الثوار وعلى معارضيهم وتسفيه الثورة وأهدافها وهذا طبعا فى جلساتهم الخاصة أما فى العلن وعلى الملأ فهم ثوار بالفطرة، ولذلك لا يتورع كثير من هؤلاء عن فعل اى شىء يضر بهذا البلد أو بأهله. اذا الثورة حدثت وما ذالت قائمة لكنها لم تستطع حتى هذه اللحظة أن تغير عقلية الادارة المسيطرة على كل مفاصل الدولة وحتى نقول أن الثورة حققت أهدافها لابد من تغيير هؤلاء الأشخاص لأنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء لم ولن يتغيروا وكما ذكرت سابقا أن من أفسد لا يمكنه الاصلاح لذلك لن نستطيع أن نغير هذه العقول الموجهة بتوجيهات صاحب المعالى أو صاحب السعادة، هذه العقول المتحجرة اداريا وفكريا واستراتيجيا، هم الآن منشغلين بالهجوم على التيارات التى دخلت الساحة السياسية سواء أحزاب أو تيارات دينية. أو شباب وبالتالى هم حتى غير متفرغون لادارة المؤسسات التى يديرونها للصالح العام ولكن أغلب هذه المؤسسات تجمد وأصبحت تسير فيه الحياه كما التنفس الصناعى، اذا ما هو الحل الكل يعرف الحلول حتى المواطن البسيط يعرف جيدا ما هو الحل ويخرج فى مظاهرات سلمية ليعبر عن ما يريد وما ذال الشعب يريد تغيير النظام الذى سقط رأسه فقط وما ذال الجسد الذى ينخر فيه السوس كما هو لا هو ميت ليريحنا أو هو يريد أن يتراجع خطوة للخلف ليعطى غيره الفرصة للٳصلاح والبناء من أجل هذا البلد ولن يفعلوا ذلك طواعية. اذا لابد من حل جذرى لهذه المعضلة التى أصبحت تؤرقنا جميعا والتأخير فى هذا لن يفيد أحد، لابد من استبدال هؤلاء الأشخاص حتى نعيد بناء هذا الوطن المنكوب يحكامه على أسس علمية جديدة ووضع منظومة ٳدارية شاملة تتماشى مع متطلبات المرحلة حتى يمكن النهوض بسرعة أما هؤلاء فهم معوقون ومحبطون وبهم لن نتقدم خطوة واحدة للأمام بل سنظل هكذا نتخبط بين الوعود والقروض أو نعود للخلف بسرعة وفى هذا خطر محدق على الأمة، ويكفى أن ننظر حولنا وناخذ المثل والعبرة ممن استفادوا من أخطاء الماضى وتجاوزوها بسرعة ولنا فى تجربة تركيا والبرازيل والأرجنتين العبرة والعظة فالأولى أصبحت الأسرع نموا فى العالم وتبوأت مكانتها بين الخمسة عشرة دول الأولى عالميا، أليس من يحكم تركيا هم رجال أتراك اختارهم الشعب التركى فى انتخابات حرة ونزيهة، اذا الحل فى تغيير الأشخاص وليس فى تغيير الأماكن، أو تبديلها، لذلك أتوجه الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة القائم على أمر هذا البلد الآن وأقول لهم لقد تحملتم المسئولية بشجاعة نادرة سواء برضانا أو رغما عنا، الشعب صنع الثورة وأنتم شاركتم فى حمايتها والثورة والشعب فى رقابكم ونحن نثق فى ولاؤكم للشعب والوطن، والتاريخ لن يرحم أحد والشعب كذلك، وما ذال الشعب يطلب منكم الكثير ويعقد عليكم الأمل بعد الله سبحانه وتعالى، ويقبنى أنكم قادرون على تلبية مطالب الشعب وهى معروفة وواضحة وهى للتذكير قبل فوات الأوان خيز، حرية، عدالة اجتماعية، اقصاء الفاسدين، ومحاكمات سريعة لقتلة الثوار ولكل من أساء لهذا البلد وليس مماحكات وتأجيلات ستؤدى بنا جميعا الى الهاوية، وقبل كل ذلك الوقوف بحسم فى وجه من يحاولون الانقلاب على الثورة الأن باسم الثورة وبحجة أنهم ممثلوا الشعب المصرى والشعب منهم براء، لابد من مساندة حكومة الدكتور عصام شرف وتغيير الوجوه الغير مرغوبة فيها لاتمام ما تعهدتم به واجراء النتخابات النيابية فى موعدها كما أتت نتيجة الاستفتاء، عليكم واجب تطهير الدولة من الفاسدين وراكبى موجة الثورة والمتاجرين بدماء الشهداء، لا تسمحوا لأحد كائنا من كان أن يعطل حياة الناس لأن هذا ما يريده أعداءنا للانقضاض على انجازات الثورة والوطن، وأنتم لن يرضيكم هذا لأنكم ستكونون أول الخاسرين وانظروا الى سجن طره ومن يسكنه الآن، الشعب لم يعد كما كان ولن توقفه قوة على الأرض لا داخليا ولا خارجيا، فٳما أن تكونوا على قدر هذه المسئولية أو نشكركم على ما قمتم به. [email protected]