عرضت كل الفضائيات المصرية والعربية، صورا لمواطنين مصريين، وهم عرايا تماما ومعلقين على أعمدة وسط ميدان التحرير، تعرضوا لتعذيب وحشي وبشع وذلك على يد "الثوار".. وبزعم أنهم "بلطجية"! المشهد كان مروعا ومرعبا فيما بدا وكأنه طبيعي ومقبول حيث سكتت عنه كل الفضائيات التي نقلته، واكتفت بأنهم "بلطجية" ألقي الثوار القبض عليهم، وهم يحاولون التسلل إلى ميدان التحرير!. وعلى الرغم من أن ما شوهد، يعتبر فضيحة أخلاقية، واعتداءا صارخا على حقوق الإنسان، وجريمة من المفترض أن يعاقب عليها كل من يثبت إدانته بالاشتراك فيها.. إلا أن كل فضائيات وصحف الفتن السياسية في مصر، احتفت بها ولم تخف غبطتها وفرحتها بما حدث واعتبرته إبداعا ثوريا يبعث على الافتخار وليس "عارا" لصق بسمعة الثورة شاء الثوريون الحقيقيون أم أبوا. ما حدث في ميدان التحرير، كان حفلة تعذيب وحشية تحاكي في تفاصيلها، كل حفلات التعذيب المرعبة والتي عرفتها أقبية مقار مباحث أمن الدولة المنحل.. "الثوار" يا سادة يهدمون مقار التعذيب في عهد الرئيس السابق.. ليمارسونه بأنفسهم في ميدان التحرير.. باسم الثورة والثوار!!.. يا للعار!! فضيحة إنسانية وأخلاقية لا يمكن السكوت عليها.. غير أن دعاة حقوق الإنسان وأدعياء الحرية والديمقراطية والتنوير والحداثة.. شعروا بالسعادة وهم يرون مواطنين مصريين معلقين مثل الذبيحة على الأعمدة في ميدان التحرير.. أو على الأقل سكتوا عنها حتى لا يستثيروا زبانية التعذيب في الميدان، أو يتعقبهم الجواسيس والمخبرون المنتشرون على الفضائيات، وهم يوسعون كل من انحاز إلى الشعب ركلا وضربا وصفعا على الأقفية، ومحاكمته وتأديبه في برامج ال"توك شو"، بتهمة دفاعه عن نتائج الاستفتاء!!. "الثوار" أضعها بين قوسين من قبيل التحفظ والشك أقاموا غرفا للتحقيق والتعذيب الليلي تحت كباري الميدان والخيم المنصوبة على الجانبين.. نزعوا عن مواطنين مصريين ملابسهم، وعلقوهم كالذبائح وعذبوهم بوحشية!.. آثار التعذيب كانت واضحة على أجساد الضحايا، بل إني شهدت على "الجزيرة" مواطنا وهو يستجوب عاريا، و"مطاوي" و"سيوف" و"جنازير" السادة "الثوار" مغروزة في كل جزء من جسدة والذي بدا نحيفا ومتعبا ومنهكا من الجوع والفقر والمرض.. في مشهد ترق له القلوب القاسية! حفلات التعذيب التي نصبها "الثوار" في التحرير، كان عملا مفزعا ومرعبا، غير أن السكوت عليه سواء من الجكومة أو من الإعلام الخاص، كان هو الأكثر فزعا ورعبا.. إذ تمهد لجرائم وانتهاكات أخرى ربما تكون أكثر وحشية، وربما يستخدم "الثوار" مستقبلا قراطيس الكرتون وحشرها في مواضع العفة لكسر كرامة وآدمية أي مواطن مصري يوقعه حظه العاثر في يد ساكني خيام ميدان التحرير. [email protected]