انتَشرت قوات الجيش السوري بكثافة على طول الحدود مع لبنان لمنع اللاجئين من الهروب من الاضطرابات، التي تعصف بالبلاد منذ منتصف مارس. وصرَّح نشطاء سوريون، اليوم الثلاثاء، بأنَّ قوات سوريَّة مدعومة بالدبابات عززت وجودها اليوم الثلاثاء على طول الحدود بالكامل مع لبنان. وذكر النشطاء، الذين يقيمون في شمال لبنان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أنَّ القوات تراقب عن كثب جميع الممرات غير الشرعيَّة بين شمال لبنان وسوريا. وقد نزحت حوالي مائتي عائلة سورية، في وقت سابق اليوم، إلى مناطق في شمال لبنان عبر عدد من المعابر اللبنانية السوريَّة، على الحدود الشماليةالشرقية؛ هربًا من الأحداث التي تشهدها قراهم. وقالت الوكالة الوطنيَّة للإعلام الرسمية في لبنان: إنَّ "عددًا من العائلات السورية وصلت إلى داخل الأراضي اللبنانية عبر عدد من المعابر على الحدود الشماليةالشرقية للبنان مع سوريا"، وأضافت الوكالة أنَّ "عدد العائلات الوافدة من قرى القصير والهيت والبويت السورية بلغ حوالي مائتي عائلة، توزعوا على قرى الكلخة ورجم بيت خلف والعوادة والرامة وحنيدر في وادي خالد والمونسة في جبل أكرم". وكانت منطقة شمال لبنان شهدت موجات نزوح سابقة لعدد من العائلات السورية؛ بسبب الأحداث التي تشهدها مناطق سورية حدودية مع لبنان، نتيجة التظاهرات التي تطالب بالإصلاح وإسقاط النظام، التي بدأت منذ مارس الماضي، وأدت إلى مئات القتلى من المحتجين. وتُشير تقديرات جماعات حقوقيَّة إلى أنَّ أكثر من 1300 مدني قد قُتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات كما تم اعتقال الآلاف. وكان 13 مدنيًا قُتلوا يومي الاثنين والثلاثاء برصاص الجيش السوري في حمص، ثالث مدن سوريا، والتي تشهد منذ السبت مواجهات ذات طابع طائفي هي الأولى في أربعة أشهر من الانتفاضة ضد النظام، وفق ناشطين. واندلعت هذه المواجهات بعد مقتل ثلاثة من مناصري النظام تلقت عائلاتهم، السبت، جثثهم مقطعة. وقال أحد سكان حمص، والذي رفض الكشف عن هويته: إنّ "مناصرين للنظام هاجموا أحياء يقيم فيها معارضون (سنة)، وقاموا بتخريب ونهب متاجر"، متهمًا أحزابًا ب"زرع بذور الفتنة الطائفية لحرف الثورة عن هدفها" الديمقراطي. وتعتبر حمص أحد معاقل المعارضة، واقتحمها الجيش قبل شهرين لقمع التظاهرات التي طالبت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.