أصدر حزب "الشعوب الديمقراطي" المعارض (أغلبية أعضائه من الأكراد)، بيانا، مساء اليوم الثلاثاء، عقب عودة الوفد المكون من عدد من أعضاء الحزب، من زيارة ل"عبد الله أوجلان" الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في جزيرة "إيمرالي"، في بحر "مرمرة" غرب تركيا. وأوضح البيان أن اللقاء بين الوفد المعارض، و"أوجلان" استمر 4 ساعات كاملة، وأن الأخير أعرب عن أسفه الشديد لسقوط قتلى في أعمال العنف الأخيرة التي شهدتها تركيا، يومي 6 و7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ونقل تعازيه لأهالي الضحايا. ونقل البيان عن "أوجلان " قوله: "ينبغي على كافة أن يكون تناول المؤسسات والهيئات التي تؤمن بالسياسة الديمقراطية، والسلام وحل الأزمات، للقضية قائما على تحقيقات جدية، ومواجهة المسؤولية"، مشددا على ضرورة استخراج الجميع درس من تلك الأحداث. وتابع قائلا: "وهكذا يتضح لنا أهمية الحل الديمقراطي، وأهمية تسريع عملية المباحثات"، مضيفا: "كافة الأطراف معنية بوضع القانون على أساس قوي وآمن، لأن هذا إذا لم يحدث، فإن مسيرة السلام التي نجريها الآن ستتنهي بضربة عميقة، وهذا أمر لا مفر منه، لأنه ينبغي أن تكون الديمقراطية الجذرية هى الخيار الأهم لكافة الشعوب والمعتقدات التي تعيش على هذه الأرض". وبخصوص مسيرة السلام الداخلي، قال "أوجلان": "النقطة التي وصلنا عندها في مسيرة السلام، تعرضت للانكسار"، موضحا أن السبب في ذلك "يرجع إلى سعي الحكومة لوضع شكل العلاقة التي تسعى لتأسيسها معي، على آلية أدوات، ولقد اتضح أن هذا الأمر لا يتوافق مع ثقل القضية التي نسعى لحلها. ولقد أدركت الأطراف أن هذا النهج ضيق، ولا يخدم مسيرة الحل". جدير بالذكر أن عددًا من الولايات التركية ، منها دياربكر وسيعرت وماردين وبينغول وإسطنبول، شهدت، بدءًا من 6 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، مظاهرات غير قانونية بذريعة الاحتجاج على هجمات تنظيم "داعش" وتقدمه في منطقة عين العرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية في محافظة حلب السورية، وذلك استجابة لدعوة حزب "الشعوب الديمقراطي" ، وقام المتظاهرون في بعض المدن بتحطيم نوافذ المباني وإشعال النيران في مبانٍ وسيارات وحافلات وإلحاق أضرار بممتلكات عامة وخاصة. وأعلن رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، قبل أسبوع، حصيلة للخسائر التي خلفتها الاحتجاجات، مشيرا إلى إحراق 531 سيارة شرطة، و631 سيارة مدنية، إضافة إلى تخريب 1122 مبنى؛ من بينها 214 مدرسة، ومراكز تعليم القرآن الكريم، ومتاحف ومكتبات، فضلًا عن القتلى والجرحى. ويقضي "أوجلان" حكما بالسجن مدى الحياة، في سجنه بجزيرة إمرالي، حيث ألقي القبض عليه بكينيا في 15 شباط/فبراير 1999، وفي آذار/مارس 2013، دعا مقاتلي منظمته إلى التخلي عن السلاح، والانسحاب خارج الحدود التركية، تزامنا مع عملية سلام داخلي أطلقتها حكومة حزب العدالة والتنمية، في مسعى لإنهاء الارهاب، وإيجاد حل للمسألة الكردية. وحكم على "أوجلان" في البداية بالإعدام بتهمة "خيانة الوطن" وفقا للمادة 125 من القانون التركي، لكن خفف الحكم إلى السجن "مدى الحياة"؛ بعد إلغاء عقوبة الإعدام بموجب قوانين التوأمة مع الاتحاد الأوروبي. وانطلقت عملية السلام الداخلي في تركيا، من خلال مفاوضات غير مباشرة، بين الحكومة التركية، و"عبد الله أوجلان"، بوساطة حزب السلام والديمقراطية، وبحضور ممثل عن جهاز الاستخبارات التركي، في مسعىً لتحقيق السلام وحل مشكلة الإرهاب في تركيا جذريا. الجدير بالذكر أن السلطات التركية تسمح لأقارب أوجلان من الدرجة الأولى بزيارته، إضافة إلى وفود من حزب "الشعوب الديمقراطي" - المنبثق عن حزب السلام والديمقراطية - والذي تولى مواصلة جهود الوساطة؛ لنقل الرسائل بين أوجلانوقيادات المنظمة، في "جبال قنديل" - في إطار عملية السلام الداخلي، بعد الحصول على تصريح من وزارة الداخلية. وتقع جبال قنديل بمحاذاة الحدود الإيرانية - العراقية وتبعد 90 كم عن أقرب نقطة حدودية تركية، وتتخذها عناصر "بي كا كا" مقراً لمعسكراتها الرئيسية