تراجعت قوى ثورية عن تنظيم الفعاليات الخاصة بإحياء ذكرى "مذبحة ماسبيرو"، خوفًا من فض قوات الأمن لها، والقبض على منظميها، فيما أرجع البعض ذلك إلى التخوف من اندساس أنصار "الإخوان المسلمين" فى تلك الفعاليات. وألغت حركة "مينا دانيال"، الوقفة التأبينية بالشموع أمام نقابة الصحفيين، والتي كان مزمع إقامتها، مساء اليوم، بالتزامن مع الذكرى الثالثة ل"مذبحة ماسبيرو". وقالت ماري دانيال، شقيقة مينا دانيال، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن الحركة لم تشارك بالتنسيق مع كيانات أو أحزاب فى وقفة الشموع، مؤكدة أن الحركة غير مسئولة عن أي حركات أو كيانات أخرى. وقال الناشط السياسي، تامر إبراهيم، إن كل الحركات والكيانات الثورية ألغت وقفة التأبين بالشموع أمام نقابة الصحفيين، إلا أنه سيذهب للنقابة لإحياء ذكرى الشهداء. وأضاف عبر حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه سيتواجد أمام النقابة لتفقد الأوضاع، مؤكدًا انسحاب كل الحركات والكيانات من الوقفة، وأن نزوله للوقفة بشكل فردى، مشددًا على أنه غير متحمل لمسئولية أي مشارك في تلك الوقفة. وأرجع محمد حسين، مسئول حركة تحالف "25 و30"، أسباب عدم المشاركة في تظاهرات ذكرى "مذبحة ماسبيرو" إلى مخاوف من اندساس الإخوان في تظاهرات القوى الثورية. وأشار إلى أن "الإخوان تطاولوا على الأقباط لحظة وقوع المذبحة والآن يلبسون ثوب الضحية حتى تتسنى لهم فرصة المشاركة لنشر الفوضى والعنف"، مطالبًا بفتح التحقيق في الأحداث التي راح ضحيتها شباب مصريون وعرض نتائجها على الرأي العام. وعزا محمد نبوي، المتحدث الرسمي لحركة "تمرد"، عدم مشاركة الحركة في تظاهرات إحياء ذكرى مذبحة ماسبيرو، مطالبًا بإعادة فتح التحقيق، لاسترجاع حق الشهداء الذين سقطوا غدرًا وضحوا بأرواحهم من أجل البلد. وقدم نبوي، التحية لأرواح كل الشهداء الذين سقطوا من أجل مصر، مؤكدًا أن مينا دانيال شارك في تظاهرات 25 يناير لنقل مصر إلى مرحلة جديدة وإعلاء مصلحتها وأن التظاهرات فى هذه الأثناء لن تجدي نفعًا ولابد من التركيز على تحقيق أهداف الثورة تعظيمًا لهؤلاء الشهداء. من جهته، قال أحمد سعيد، عضو مؤسس بحزب "الدستور"، إن "إلغاء الفعاليات جاء بسبب التخوف من اعتداء الأمن على الفعاليات لعدم حصولها على أية تراخيص، كما أن هناك تخوفًا من مشاركة الإخوان"، موضحًا أن تلك الأسباب دفعت المشاركين إلى إلغاء الفعاليات. وكان آلاف الأقباط انتفضوا، في يوم 9 أكتوبر 2011، وثاروا بمحيط ماسبيرو، احتجاجًا على هدم كنيسة بقرية الماريناب بأسوان. ولم يلبث الأقباط حينها كثيرًا بمحيط مبنى "ماسبيرو"، فاندلعت الاشتباكات بين قوات الشرطة العسكرية، بقيادة اللواء حمدي بدين، والمتظاهرين الأقباط، بعدما انطلقوا بمسيرة من دوران شبرا، وسقط خلالها عشرات الأقباط غالبيتهم شباب في مُقتبل العمر، فضلاً عن عشرات الجرحى، نتيجة للإصابة بأعيرة نارية أو بالدهس أسفل المدرعات.