قبل ساعات من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جامعة القاهرة المقررة غدًا، تحول محيط الجامعة إلى ثكنة عسكرية؛ في ظل إجراءات أمنية مشددة للزيارة الأولى من نوعها للرئيس إلى أكبر الجامعات المصرية لتكريم 20 متفوقًا، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، بحضور شخصيات عامة وكبار رجال الدولة. وقامت أجهزة الأمن بإجراء مسح شامل لجامعة القاهرة ووضع خطة أمنية محكمة لعمليات التأمين التي يشارك فيها ضباط العمليات الخاصة ووحدات التدخل السريع والأمن العام بالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة بإشراف اللواء محمد كمال الدالي، مساعد أول الوزير لأمن الجيزة، بالإضافة إلى قوات الحرس الجمهوري. وتعيد الإجراءات المصاحبة لزيارة السيسي إلى جامعة القاهرة إلى الأذهان، زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقاهرة في 4 يونيو 2009، عندما ألقى الرئيس الأمريكي خطابه للعالم الإسلامي واستمر نحو 50 دقيقة تقريبًا، وسط إجراءات أمنية مشددة. والمتابع للأحداث السياسية يجد اتفاقًا بين خطاب السيسي وأوباما بجامعة القاهرة مع وجود فارق واحد. التجهيزات الأمنية اتخذت قوات الحرس الجمهوري إجراءات أمنية مشددة بجامعة القاهرة ومحيطها تزامنًا مع زيارة السيسي للجامعة، فمنع تواجد وسائل النقل العامة وعربات الميكروباص أمام الجامعة ووضعت نقاط أمنية مشددة من قوات الشرطة والجيش على أبواب الجامعة. الأمر نفسه انطبق على زيارة أوباما؛ حيث تسارعت في القاهرة وتيرة الترتيبات النهائية على الصعيدين التنظيمي والأمني؛ حيث صاحبت زيارة الرئيس الأمريكي مواكب أمنية إضافة إلى طائرات "أباتشي" وغيرها من أجل تأمين الزيارة. تجهيز الجامعة عشية زيارة السيسي قامت إدارة جامعة القاهرة بمنح الموظفين والطلاب بها إجازة يومي السبت والأحد تزامنًا مع زيارة الرئيس ولقائه بأعضاء هيئة التدريس والطلاب أسفل قبة جامعة القاهرة، وتوجيه كلمة لهم فى بداية العام الدراسي، وتم تزيين القبة الرئيسية بجامعة القاهرة وقاعة الاحتفالات الكبرى لاستقبال الرئيس، وسط تكثيف أمنى شديد. أما زيارة أوباما فقد كانت هناك تجهيزات كبرى للجامعة ووجهت الدعوات باسم جامعتي الأزهر والقاهرة، وجاءت ممهورة بتوقيع الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، والدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة، التي قالت الدعوة إن أبوابها ستفتح في العاشرة صباحًا لاستقبال المدعوين، كما تضمنت الدعوات تنبيهًا بعد حمل حقائب أو لافتات أو أجهزة اتصالات، وذلك للدواعي الأمنية والتنظيمية. الحضور ولعل الاختلاف بين الزيارتين للجامعة كان فى الحضور؛ حيث وجهت فى زيارة أوباما دعوات لقيادات جماعة الإخوان، ممثلة في عدد من نوابها البرلمانيين لحضور الخطاب، كما وجهت دعوات لعدد من ممثلي حقوق الإنسان في مصر من بينهم بطرس بطرس غالي، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأعضاء المجلس، وبهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وأحمد سميح، مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، بالإضافة إلى حافظ أبوسعدة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان. أما فى زيارة السيسي فإن أبرز الغائبين هم قيادات الإخوان وأعضاؤها باعتبارهم العدو اللدود للرئيس السيسي؛ حيث أكدت مصادر بالجامعة أنه لن يتم دخول أي شخص إلى الحرم الجامعي أثناء الزيارة دون حصوله على التصريح الخاص بذلك وسيتم السماح للموظفين من حاملي التصاريح للحضور ممن لديهم أعمال فى هذا اليوم كأفراد الأمن الإداري والفنيين وموظفي العلاقات العامة بالجامعة. وقال اللواء محمود السيد قطرى، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن الرئيس السيسي سيذهب إلى مقر جامعة القاهرة بطائرة هليكوبتر، لحمايته من أي خطورة على حياته، نظرًا لأن توهه في موكب من السيارات سيحتاج إلى إجراءات أمنية كبيرة جدًا قد تستغرق عدة أيام من عمل مسح شامل للمنطقة المحيطة بالجامعة وعمل تحريات على منازل المواطنين على خط السير لذلك كانت الطائرة الحل الوحيد لتفادى مثل هذه الأمور. وأضاف قطري أن حراسة الرئيس السيسي ستكون على درجة عالية جدًا من الكفاءة، وذلك بمشاركة قوات الشرطة والحرس الجمهوري للرئيس، مؤكدًا أن قاعة المؤتمرات سيتم فحصها عبر الكلاب البوليسية وأجهزة المفرقعات، بالإضافة إلى تفتيش جميع الحضور بلا استثناء. وأوضح قطري أن قوات الحرس الجمهوري تسلمت جامعة القاهرة منذ يوم الخميس الماضي؛ لعمل الإجراءات التأمينية لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن أجهزة الأمن قامت بإجراء مسح شامل لجامعة القاهرة بخطة أمنية محكمة لعمليات التأمين التي يشارك فيها ضباط العمليات الخاصة ووحدات التدخل السريع والأمن العام بالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة.