كي نحل المشاكل المعقدة والغير تقليدية، وما أكثرها في بلدي، فلا بد من البحث عن حلول مبتكرة وغير تقليدية أيضا، وحيث أن مشكلة الباعة الجائلين تمثل مشكلة مزمنة ومعقدة ومتزايدة وعصية علي الحل، وفي رغبة صادقة مني لإيجاد حلول عملية و قابلة للتطبيق أتقدم بهذا المقترح لحل مشكلة الباعة الجائلين المنتشرين في وسط القاهرة. بداية أود أن أسجل كامل إحترامي وتقديري لكافة الباعة الجائلين، وأسجل ايضا تعاطفي معهم، فالغالبية العظمي منهم أناس شرفاء يبحثون عن الحصول علي لقمة العيش بطريقة حلال، ولو فتشت وراء أي من هؤلاء الذين يحلبون يومهم للحصول علي ما يسد رمقهم ويستر عوارتهم ويكفيهم العوز والسؤال، ستجد وراء كل فرد منهم قصة إنسانية مثيرة وعسيرة وشيقة وفي كثير من الاحيان ستجد قصة مبكية، ويكفي أن هؤلاء الشرفاء رفعوا الحرج والتكليف عن الحكومة ولم ينتظروا منها توفير فرص عمل لهم ولكنهم بعد طول إنتظار وفقدان الأمل في قيام الحكومات المتعاقبة بالإضطلاع بدورها في توفير فرص عمل مناسبة لمواطنيها، كل حسب مؤهلاته وقدراته، قاموا بإستحداث وظائف لانفسهم، ففي كل يوم يحمل الشاب منهم جوال أو أكتر ويجر عربة يد بها بعض المنتجات رديئة الجودة وقليلة الثمن كي يبع بعضا منها للحصول علي بضعة جنيهات يلبي بها الاغراض الضرورية لإستمرار حياته هو ومن يعول. ولكي تقوم الحكومة بالحد الادني تجاه مواطنيها من الباعة الجائلين، فيجب عليها الا تحاربهم في أكل عيشهم أو تتعقبهم وتطاردهم وتحطم بضائعهم، ولكن يجب علي الحكومة أن توفر لهم الوسيلة المناسبة لتحسين اوضاعهم أو علي الاقل حل مشاكلهم وتيسير سبل العيش، وكان مشروع نقل الباعة الجائلين من الميادين لموقف الترجمان خطوة علي الطريق ولكنها ليست كافية لإستعاب كافة الراغبين في الحصول علي لقمة العيش بالحلال. والحل الأمثل لهذه المشكلة هي أن تقوم الحكومة بتوفير مكان مناسب بجوار محطة مترو قائمة أو مستحدثة، في إتجاه حلوان أو المرج أو الجيزة، بحيث تكون المحطة مجاورة مباشرة لهذا المكان، وتسمي هذه المحطة بمحطة السوق، ويتم تخطيط هذا المكان جيدا وتوصيل المرافق اليه من صرف صحي ومياه وكهرباء، ووسائل أمان ضد الحريق، ويتم نقل كل الباعة الجائلين لهذا المكان، علي أن يتم سداد ثمن هذه المحلات الصغيرة بالتقسيط طويل الأجل وبفترة سماح مناسبة، مع وضع شروط صارمة لعدم تسلل أو سيطرة السماسرة واصحاب رؤوس الاموال علي هذه المحلات، ويحصل عليها فقط الباعة انفسهم، في هذه الحالة سيوافق الباعة علي الإنتقال لهذا المكان المجهز والآدمي، وسيكون الوصول للسوق سهل من قبل الزبائن من الباحثين عن منتجات رخيصة تتناسب مع دخلهم، قد تحتاج الفكرة للتعديل أو التنقيح من قبل الحكومة والمسئولين، ولكن أعتقد أن هذه الفكرة يمكن البناء عليها إذا كان لدي الحكومة النية المخلصة لحل المشاكل التي تخدم قطاع عريض من الغلابة, ويوجد الكثير من الحلول لكافة المشاكل المعقدة لدي المتخصصين والمخلصين ولكن يجب توافر الارادة لدي الحكومة، فهل من مجيب؟؟
وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.