(بتحبنى أكثر ولا أمك؟!!)، جملة تبدأ بها الكثير من النقاشات الزوجية والتى قد يحتدم النقاش بسببها وينقلب إلى مشكلة تعكر صفو الحياة الزوجية، وهنا يقع الزوج بين المطرقة والسندان، ويتوه فى حل لغز المعادلة الصعبة، أمه أو زوجته؟ والمشكلة هنا يتحملها عدة أطراف منهم (الزوج \ الزوجة \ الأم) ، وأوجه كلمتى للزوجة أولاً، فمكانتك عند زوجك بلا شك الأولى فى حياته وتستحقيها عن جدارة، فأنت شريكة الحياة التى قدمت كل غال ونفيس، وضحت بالكثير من أجل زوجها وساندته فى محنته وغربته حتى وصل إلى مبتغاه وصبرت وتحملت معه أعباء الحياة المتلاحقة التى لا تنتهى، وأنت أيضا أم أبنائه وفلذات أكباده، ولكن أمه هى الأولى أيضًا فى حياته بل الأولى + (موجب)، أتدرين لماذا؟! لأنها هى الأحق بحسن صحابته، ولأنها هى التى جعلها الله سببًا لوجوده فى تلك الحياة، هى من حملت وولدت وربت وسهرت وتعبت، ومهما فعل زوجك فلن يوفيها حق ألم طلقةٍ واحدة، فما بالك بألم ولادته، لذلك ففضلها عليه عظيم وعليكِ أيضًا، فعليك عزيزتى الزوجة الصالحة شُكرها من خلال أخلاقك معها فى التعامل والإحسان إليها باختصار _ عامليها كأمك _ ومن قلبك، لا لكى تدرئى المشاكل وتستقطبى زوجك لكِ فقط، اثبتى على تلك الطريقة القلبية، وذلك الإحسان حتى لو ظلمتك أو لم تعاملك هى المعاملة الحسنة، ادفعى أنت بالتى هى أحسن، فيقول المولى عز وجل ((ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم))، وستجدين حتمًا ما يسُرك بل ما يفوق سرورك، فإن للإحسان وقع السحر على القلوب _ مهما كانت قسوتها _ ولا تشتكيها أبدًا عند زوجك، فمهما كانت فهى أمّه، وستعود تلك الشكوى بالسلب عليكِ وعلى حُبه لكِ، فلتقللى قدر المُستطاع من كلمة "أمك فعلت، أمك قالت"، ولا تجعلى فى قلبك غيرة لا محل لها أبدًا من أمه وليس لها معنى بالمرة. وأخيرًا.. كونى على علم جيدًا أن إحسانك لأهل زوجك سيثقل حتمًا من ميزان حسناتك، فلا تستو أبدًا زوجة الابن الودودة مع أهل زوجها مع الأخرى التى تدمر العلاقة بين الابن وأهله أو تلك التى تنتزعه من جذوره. وكلمتى الآن للأم المصرية المعروفة بحنوها وطيبتها وعاطفتها الجياشة، كما أنت أمه التى تستحق كل البر من ابنها ومكانة عالية بلا منازع، فهى أيضًا زوجته الصغيرة ذات الخبرة الضئيلة فى عالم الحياة الزوجية، والتى كنتِ بالفعل مكانها يومًا ما ولم ترض عن تصرفات وتدخلات كثيرة قامت بها حماتك تجاهك عندما كنتِ زوجة صغيرة فلماذا تكرريها أنت؟؟ وما فائدتها إذن؟؟ فأنت الأم ذات الخبرة العريضة فى الحياة، والتى يجب عليكِ أن تعطيها مساحة خاصة بها كزوجة تُعرب بها عن نفسها، فلها كل الحق فى إدارة حياتها بالطريقة التى تريد، وأعطيها الفرصة كى تُثبت حُسن نيتها تجاهِكْ، باختصار عامليها كابنتك وستجدين منها حتمًا ما يسرك ويسعدك، وقد تصبح تلك الزوجة أقرب إليكِ من ابنتك نفسها، فتلك المعادلة يكْمُن حلها فى الآتى: (عامليها كأمك.. عامليها كابنتك)، ولى رجاء عند أمهات وزوجات مجتمعنا العربى عمومًا والمصرى خصوصًا، اتركن العادات البالية التى تزرع الضغينة والشقاق، والتى ليس لها أى أساس فى ديننا الحنيف، وليكن نهجكن فى الحياة أن تقلن خيرًا أو لتصمتن، وأخيرًا.. عزيزى الزوج كُن رُبانًا ناجحًا لسفينة زواجك، كُن ميزان الحق لكل حدث، وضع الحق عند صاحبه، فلا تأت على أُمك من أجل زوجتك، ولا تأت على زوجتك من أجل أمك، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة»، رزقكم الله زوجات صالحات ورزقكن أزواجًا صالحين.