ذكر معارض سوري، اليوم الأربعاء، أن تمردا وقع أمس الثلاثاء داخل سجن الحسكة المركزي شمال شرق سوريا، احتج فيه السجناء على قرار العفو الرئاسي الذي صدر أمس ولم يشملهم. وقال المعارض، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "حدث بعد ظهر أمس الثلاثاء تمرد داخل سجن الحسكة المركزي بعد صدور قرار العفو الرئاسي، "موضحا أن هذا التمرد "جاء احتجاجا على العفو الرئاسي الصادر الذي لم يشمل سوى اثني عشر سجينا من أصل أكثر من ألفين من نزلاء سجن الحسكة". ونقل المعارض عن أحد السجناء المفرج عنهم، "أن السجناء كانوا قد قرروا مسبقا التمرد إذا لم يشملهم العفو"، لافتا إلى أنهم "كانوا بانتظاره"، وقال شهود عيان، إن "عملية أمنية كاملة شاركت فيها قوات الشرطة وحفظ النظام وعناصر من قوات الأمن تواصلت حتى ساعات متأخرة من الليل"، وأشاروا إلى أن "منطقة غويران التي يقع فيها السجن مطوقة". وأضاف الشهود، "أن قوات الأمن التي اقتحمت السجن بدأت بإطلاق النار بشكل مكثف، كما أشار إلى توزع قناصة على الأبنية المجاورة للسجن"، وأضاف السجين المفرج عنه، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "أن السجناء احتجزوا ضابطا وعددا من عناصر الشرطة كرهائن، مقابل تلبية طلباتهم وشمولهم بالعفو"، بحسب المعارض. كما أكد السجين المفرج عنه أن "السجناء أحرقوا أحد المهاجع الرئيسية، وكسروا عددا من الأبواب وجدارا يطل على الباحة الرئيسية"، وكانت قوات الأمن قمعت في 31 مايو تمردا في سجن حلب (شمال)، ثاني كبرى مدن البلاد، انتفض خلاله المسجونون الذين يبلغ إجمالي عددهم 7 آلاف، تضامنا مع حركة الاحتجاجات في سوريا، كما ذكرت منظمة الدفاع عن سجناء الرأي في سوريا التي تتخذ من ألمانيا مقرا. وكان الرئيس السوري قد أصدر، أمس الثلاثاء، عفوا عاما عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 20 يونيو الجاري، كما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) التي لم تقدم مزيدا من الإيضاحات، وهو العفو الثاني الذي يصدره الرئيس السوري منذ بدء الاحتجاجات، بعد العفو العام الذي أصدره في 31 مايو على كل المعتقلين السياسيين بمن فيهم الإخوان المسلمون.