في ظل تواجد الجماعات الإرهابية المسلحة بسيناء وقيامها بأعمال إجرامية بشعة، ضد الأبرياء من أبناء الوطن من الجيش والشرطة والمدنيين، فستبقى قوات الأمن تواصل عملياتها المكثفة ببسالة، وتلاحق هذه الجماعات وتتصدى لها حتى تقضي عليها تماماً، لتقتلع هذا الإرهاب الأسود من جذوره. واستمراراً لحالة الاستنفار الأمني التي تعيشها قواتنا، تنتشر قوات الجيش الثاني في مختلف مدن شمال سيناء، لتشن هجماتها على أوكار المجرمين، وتلقي القبض على المشتبهين، كما تُحكم الحصار حول عدة مناطق جبلية خطرة بسيناء وهي المناطق التي يمكن أن تأوي إليها الجماعات المتطرفة، ويتواجد بها عناصر لتنظيمات إرهابية مسلحة. وهناك تسع مناطق اشتهرت ين أهل سيناء بأنها تضم معاقل الجماعات التكفيرية التي تتخذها أوكاراً لها ، وتستخدمها كنقطة لاستهداف قواتنا، نظرًا لصعوبة الوصول إلى تلك المناطق بسبب خصائص في طبيعتها الجبلية والصحراوية الصعبة والتي تميزها عن بقية أرض سيناء. المنطقة الأولى وتُعرف بمنطقة "مخزينة" بقرية الجورة، جنوب الشيخ زويد ، وهي من أكثر المناطق شبهة لدى قوات الأمن، حيث طبيعة أرضها وطرقها الوعرة، بما تساعد في اختباء المجرمين وهروبهم. ثم تأتي منطقة "الجميعي" والتي تعتبر من المناطق التي تشهد تمركز المسلحين، وتقام بها معسكرات تدريبهم، ويؤكد الأهالي أنّ الإرهابيين كانوا يقومون في السابق بعمل أكمنة على طرق هذه المنطقة، ويعترضون طريق المّارة. كذلك منطقة "المهدية" برفح، حيث مركز العمليات الإرهابية هناك . والمهدية تعتبر من أهم المناطق التي تأوي إليها الجماعات المسلحة ومجرمي المخدرات على السواء، حيث تشرف على الأنفاق، نظرًا لوقوعها على الحدود مع قطاع غزة، وقد أخذت "المهدية" الحظ الأوفر من مداهمات قوات الأمن والجيش المستمر والهجوم الشرس بالأسلحة الثقيلة. أمّا منطقة "أبو طويلة" وهي قرية تقع بالقرب من جنوب مدينة العريش، وهي بذلك ذات أهمية إستراتيجية خاصة لذوي الإجرام من الجماعات المتطرفة، وقد اكتست أهميتها من موقعها المتميز، حيث تشرف على التمركزات الأمنية الموجودة بطول الطريق المؤدية للعريش، وبالتالي يسهل على المجرمين القيام بمهامهم العدوانية من خلالها. وقيل بأن جماعة أنصار بيت المقدس قد اتخذتها لرصد تحركات قوات الجيش والشرطة نظراً لقربها من الطريق الموصلة بين شمال ووسط سيناء. بالإضافة لمناطق (شبانه والعرجاء وأبو حلو والماسورة وأبو شتيوي) وكلها تشترك في أنها ذات طبيعة مميزة، تحمي ساكنيها بسبب صعوبة الوصول إليها، بما يدفع عناصر الجماعات الإرهابية لاتخاذها أوكاراً تحتمي بها من بطش قوات الأمن.