نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا للكاتب تشارلز بلو قال فيه إنه لا محالة من انجرار الولاياتالمتحدة إلى مزيد من التصعيد لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية " داعش"، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة, التي صار يشكلها التنظيم. وأشار الكاتب في 3 سبتمبر إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدرس خيارات توسيع حملتها الجوية على مواقع تنظيم الدولة في العراق لتشمل أماكن انتشاره في سوريا، خاصة أن مسلحي التنظيم يتحركون جيئة وذهابا بين الدولتين المتجاورتين في الشرق الأوسط. وتابع الكاتب أن هناك مطالبات كثيرة لأوباما بتشكيل تحالف دولي من أجل مواجهة تنظيم الدولة في مهده في الشرق الأوسط، وذلك قبل انتشاره في المنطقة برمتها، وبالتالي تهديده الولاياتالمتحدة نفسها في بيتها، وسط انتقادات لأوباما, لكونه المسئول عن صعود التنظيم وانتشاره. ودفع ذبح تنظيم الدولة الإسلامية للصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف واشنطن إلى تعزيز قواتها في بغداد والإسراع في السعي لبناء تحالف دولي لمجابهة هذا التنظيم، كما أطلق الحادث إدانات من عدة دول غربية وسياسيين عراقيين. وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيادة عدد القوات الأميركية في بغداد ب350 جنديا إضافيا لحماية المقار الدبلوماسية في العاصمة العراقية. وقال السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الأدميرال جون كيربي إن القوة الإضافية للجنود الأميركيين ستجعل مجموع القوات الأميركية في حماية السفارة ببغداد 820 جنديا. وأضاف أن أوباما سيتشاور هذا الأسبوع مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن خطوات إضافية ضد قوات تنظيم الدولة "ولبناء تحالف دولي واسع لتنفيذ استراتيجية شاملة لحماية شعبنا ومساعدة شركائنا ضد تنظيم الدولة". وكان مقاتلو تنظيم الدولة أعلنوا الثلاثاء الموافق 2 سبتمبر عن ذبح الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف، ونشروا شريط فيديو للعملية. ويظهر الفيديو الجديد الذي حمل عنوان "رسالة ثانية إلى أميركا"، سوتلوف جاثيا على ركبتيه ومرتديا قميصا برتقاليا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينا. وأدان المسلح الملثم الهجمات الأميركية على "الدولة الإسلامية" قبل أن يقطع عنق سوتلوف، ثم يعرض رهينة بريطانيا متوعدا بقتله, قائلا :"لقد عدت يا أوباما. لقد عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة تجاه الدولة". وكان تنظيم الدولة قد توعد بقتل سوتلوف في شريط مماثل أظهر قطع رأس زميله الأميركي جيمس فولي وبث على الإنترنت يوم 19 أغسطس الماضي, وأكد التنظيم أن سوتلوف سيكون الضحية الثانية, إذا لم توقف الولاياتالمتحدة قصفها لمواقع الدولة. وقد لقي حادث ذبح سوتلوف ردود أفعال غاضبة ومستنكرة، ووصفته تصريحات لقادة غربيين وعراقيين بأنه "مثير للاشمئزاز وهمجي" ودليل على ضرورة أن يعمل العراق والغرب معا لهزيمة تنظيم الدولة.