أعلنت الجماعة الإسلامية بمصر، اليوم الاثنين، عن إطلاقها لحزب جديد باسم "البناء والتنمية"، يكون معبرًا عن الجماعة وأهدافها، وجامعًا لأعضائها المنتشرين في جميع أنحاء الجمهورية، لتأخذ الجماعة بذلك منحى تنظيميًا تاريخيًا، باكتسابها الشرعيّة القانونية. وأعلنت الجماعة عن أنّ وجود أربع وكلاء مؤسسين للحزب الجديد، وهم: طارق الزمر وصفوت عبد الغني والشاذلي الصغير وأشرف توفيق. وأوضحت الجماعة في بيان لها، أنّ حزب "البناء والتنمية" يسعى لتحقيق عدة أهداف، من أهمها: الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية لمصر، ومواجهة كل محاولات الانتقاد أو الانتقاص منها، ورفض كل محاولات التغريب والعلمنة، والتصدي للفساد والانحراف والتحلل الأخلاقي والقيمي. وأضافت الجماعة أنّ أهدافها تشمل أيضًا: الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير، والعمل على تحقيق الإصلاح السياسي والدستوري والقانوني، الذي يؤسس لنظام سياسي، لا يستبعد تيارًا سياسيًا، ولا يُقصي فصيلاً وطنيًا، ونشر قيم ومفاهيم الإسلام السياسية، ومواجهة حملات التشويه، الّتي تتعرض لها النظريات السياسية الإسلامية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير الحد الأدنى للحياة الكريمة، التي تُلبي الاحتياجات والرغبات الإنسانيّة الضروريّة، من غذاء ورعاية صحيّة وتأهيل علمي وسكن آدمي. وتتمثل المبادئ العامة، التي يرتكز عليها الحزب في: العدالة والمساواة والحرية والتعددية والشورى والتكافل الاجتماعي. وعن الاستراتيجيات التي يتبناها الحزب، أكّد البيان أنّ "البناء والتنمية" يسعى لبناء مصر الداخلية بالعمل على تنميتها وتعميرها، ودعم وتقوية دور مصر عالميًا وعربيًا وإسلاميًا وإفريقيًا. وشدّد البيان على أنّ الحزب يعتمد على أساليب العمل "السلميّة" لتحقيق أهدافه، ويقر مبدأ التعددية والمساواة وتكافؤ الفرص، واحترام الرأي الآخر، والحوار الهادف البناء، ويعمل على التقريب بين أطياف المجتمع المختلفة، بما يحقق السلام الاجتماعي والاستقرار التام للبلاد. بدوره، قال الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلاميّة: إنّ ثورة 25 يناير أزالت الحاجز الذي كان مفروضًا علي التيار الإسلامي من ممارسة العمل السياسي، وهذه التحولات التي حدثت والتي كان من مكاسبها إنهاء حالة الإقصاء المتعمد ضد التيار الإسلامي، وأبعدته عن الساحة السياسية لسنوات طويلة، وقد أنهت الثورة المباركة ذلك الأمر. وتساءل دربالة، لماذا الخوف من ممارسة التيار الإسلامي للعمل السياسي؟! رغم وجود أمثلة عديدة في دول كثيرة تدعي أنها رأس الديمقراطية بها أحزاب دينية، ولم تؤثر بالسلب علي الحياة الديمقراطية، ولم يمنعها أحد من ممارسة هذا الحق. وعن علاقة الحزب بالجماعة قال: إنّ الحزب يعبر عن تيار الجماعة ورؤيتها ومرجعيتها، وستظل الجماعة مساندة للحزب حتى يتم له كافة الإجراءات، وانتخاب قياداته، ثم ينطلق الحزب بعد ذلك مغردًا في سماء السياسة. وعن مشاركة الجماعة في الانتخابات القادمة قال: إنّ الجماعة اتخذت قرارًا بعدم المشاركة في انتخابات الرئاسة، وستدعم من تراه مناسبًا؛ حتى وإنْ كان من خارج نطاق الإسلاميين. وبخصوص الانتخابات التشريعية قال: إنّ الجماعة ستبحث المناطق التي لها تواجد فيها، وتطرح مرشحيها حسب القاعدة الشعبية له في المكان التابع له.