خرج الآلاف في شوارع المدن السورية، اليوم الاثنين، للتنديد بالكلمة التي ألقاها الرئيس بشار الأسد والتي قالوا: إنَّها لم تلبِّ مطالب الجماهير بإجراء إصلاحات سياسية شاملة. وقال شاهد عيان لوكالة "رويترز": إنَّ نحو آلاف المحتجين رددوا هتافات معارضة لإجراء حوار مع "القتلة" في منطقة عربين بالعاصمة السورية دمشق. واعتبرت "لجان التنسيق المحلية" التي تضمّ أبرز ناشطي الحركة الاحتجاجية في سوريا أنَّ الخطاب الذي ألقاه الأسد الاثنين "يكرس الأزمة" وأعلنت استمرار "الثورة" حتى تغيير النظام. وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان: إنَّها "ترى في الخطاب تكريسًا للأزمة من قِبل النظام الذي يتمترس وراء الإنكار والتعامي عن رؤية الواقع الجديد الذي فرضته ثورة السوريين المستمرة حتى تحقيق مطالبها". ورأت أنَّ في الخطاب "تجاهلاً كاملاً لجرائم الأجهزة الأمنية التابعة للنظام التي ارتكبت أعمال القتل والتمثيل بالجثث واعتقال الآلاف من المتظاهرين والنشطاء والذين لا يزال مصير معظمهم مجهولاً حتى اللحظة". واعتبرت أنَّ دعوة الحوار التي وردت في الخطاب "مجرد محاولة لكسب الوقت على حساب دماء السوريين وتضحياتهم" معلنة رفضها "أي حوار لا يكون الهدف منه طي صفحة النظام الحالِي بصورة سلمية والتحول نحو سوريا جديدة، دولة ديمقراطية حرة، ولمواطنيها كافة"، وتابعت: "لم يقترب الخطاب حتى من كونه خطاب أزمة وطنية تعيشها البلاد منذ ثلاثة أشهر". ورأَت أن الأسد "أصرّ على التعامي عن حقائق أصبحت جلية لمن يريد أن يرَى أهمها رغبة السوريين وإرادتهم من أجل الانتقال ببلدهم إلى نظام ديمقراطي حرّ تعددي"، وختم البيان "ثورتنا مستمرة حتى تحقيق كامل أهدافها". من جانبها، اعتبرت الناشطة السورية سهير الآتاسي أن خطاب الأسد "لا يرقى إلى مستوى الأزمة" وسيؤدِّي إلى تأجيج التظاهرات ضد نظامه، وقالت لوكالة الأنباء الفرنسية: "لا يرتقي هذا الخطاب ولا بأي حال من الأحوال إلى مستوى الأزمة التي يعيشها النظام قبل أن تكون هي أزمة وطن". واعتبرت أنّ الأسد "لم يدرك للآن أن الأحرار باتوا يريدون إسقاطه" واصفة خطابه ب"الاستعلائي المرتبك". وتابعت الاتاسي "بشار الأسد اليوم يتهم الأصوات الصادحة بالحرية بالتخريب، ويبيح بذلك الدماء ويستبيح المدن ويعطي الشرعية لوجود الجيش داخل المدن". واختتمت الناشطة حديثها بالقول: "المظاهرات ستتأجج، والنظام سيسقط". ونظّمت تظاهرات مناهضة للنظام الاثنين في مدن عدة في سوريا بعد الكلمة التي ألقاها الرئيس بشار الأسد حسب ما أعلن ناشطون لوكالة الأنباء الفرنسية، وسار المتظاهرون في مدينة حلب الجامعية (شمال) وفي سراقب وكفر نبل في محافظة ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) حسب ما أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ومقره لندن. وأكّد أن "المتظاهرين انتقدوا الكلمة التي وصفتهم بأنَّهم مخربون أو متطرفون"، مؤكدين أنَّهم "يطالبون بالحرية والكرامة". وأكَّد ناشطون آخرون تنظيم تظاهرات في حمص وحلب وأن تظاهرات تنظم أيضًا في حماه (شمال) واللاذقية (غرب). وفي حماه نزل المتظاهرون إلى الشارع بالآلاف من دون انتظار انتهاء كلمة الرئيس للمطالبة برحيل الأسد بحسب ناشطين على الأرض. ويطالب المعارضون الناشطون المؤيدون للديمقراطية والمتظاهرون السوريون اليوم بإسقاط النظام وانتخابات حرة وإلغاء هيمنة حزب البعث بعد أن اعتبروا أن إعلان الإصلاحات جاء متأخرًا. وأرسل النظام السوري في الأشهر الماضية قواته ودباباته إلى مدن عدة لقمع التظاهرات. وصدَم الرئيس السوري شعبه والعالم اليوم، بعد خطاب منتظر كان طويلاً ومملاً ومليئة بالفلسفة والكلمات المنمقة. وشجب ثوار سوريا على الفور الخطاب وتوعدوا بمظاهرات عارمة، بينما نشروا على الإنترنت صورًا تظهر امتعاضًا تضمنت ضرب صورته وهو يلقي الخطاب بالأحذية.